اخبارشعر

قصيدة (المحفل الكوني)للشاعر الكبير الاستاذ عمر فتحي.

كتب حنان محمد 

 

المحفل الكوني
في محفـلٍ فيه جندُ الحقِّ قد حُشِدوا
نعى الوجودُ على الرّعديدِ ما صنعا
لمّــا تجـــرّأ مغــرورًا فكـــاد لـــــــه
مَن صـدرُهُ غيرَ كيـد الشِّرْك ما وسعا
جِبــــــريلُ يهتــفُ والأكْــوانُ مصغية

لا تـأْسَ يا خيـر مـن ربُّ العبـاد رعَى
ومـن بمولــده نجـــمُ العُصـــاة هــوى
وأحْـدق النُّــورُ بالشّيطـان فارتدعــا
ومــــنْ هفــــت لغيـــــاث منـه أكبدنا
ومنيةَ القلـب والأرواح قــــد جَمـــعا
والمشـرق انبسطــت أرجاؤه فرحـــا

وارتجّـت الأرض بالإيـوان فانصـدعا
وآنـــــس الله بالآيـــــــات آمنـــــــــةً
وقلبُهــا لجليــل المعجـــزات وعــــى
لِمـا رأت مـن ضيـاء عـــم ساطعُـــهُ
وبالأريـج أديـمَ الأرض قـد رَصَعـا

و مــن تربّـي رجـــالٌ في مَعِيَّتِـــــــه
تـري المقــدَّم منهـم يركـب الورعــا
يــوزّع الفيْـــئ تشريعًـــــا وتذكيــــة
وثوبـه كــــم تشكَّــى الفتـق والرُّقـعـا
وظـنَّ رهْـطٌ ظهورهـمُ علــى عَـربٍ
إذا تغيـــر وجــــه الأفــــق وانتقعـــا

وهــدّدوا برسُــــول يقتلُــــــون بُــــه
كقتــل عــادٍ مـن العربــان مـن وقعـا
قُــم يــا محمــدُ لا تأبــه بمــا صنعوا
فكيــد ربِّى لوجـه الشِّرْكِ قد صفعــا
وقــدْ حبـاك بإســـراءٍ تـــؤمّ بـــه الـ
ــرُّسْـلَ الكرامَ وبالمعــراج قـدْ رفعـا
وذا البُـــراقُ لسبْـحٍ أبَّ ثُــم إلـــى

نـــورٍ تَــلالا لطـــه أعظـــم الشُّفَعــا
تأرّج الطِّيـب منه في المدى عبِـقـاً
فـي عَـرْفِهِ يتهـــادى كلمــــا رُفِعـــا
وإذ تآزف وقْعُ الخطْوِ خِلْت مــدى
ما يبلغ الطـرفُ قبل اللّمْح قد قطـعا
مـن الحـرام إلى الأقصى كما التمعت

عينٌ أو انّ شعاع النّجْـم قـد سطعـا
هنا التقى الرّسْلُ فى قدسٍ مباركـــةٍ
وكلّهــــم لإمـــام الأنبيــــا تبِعــــــــا
وقـدّمـوه سِراجًــا فـــى صَلاتِهِـــمُ
وتابعُــــوه إذا مــا قــــام أو ركعــــا

وأشْرقـت بهــــمُ الدّنيـــا وعمّ سنا
بسـرّه أطّ ركّـن والحصــى نصعـا
وبعـْد أن أمهُـــم أمّ السّمــاء إلـى
أمنٍ بهـاحيـث مـن ظلـم الدُّنا فزِعا
إذْ كــان قبْــل جنــي فى مكّةٍ نصباً

فما استكان وفى التبليغ ما ابْتدعا
وراح فـي طائــفٍ يدعـــو لخالقـه
وبالعزيمةِ فـي الأرضـين قـد بتعـا
فـــــــــإن تطـــاول منهُـم جاهـلاً نفرٌ
ألْفيْــــت مَن قلبه بالحق قــد صدعا

وعينُـــــه سـحَّ دمْعًا هاطِلاً أسفًــــا
إذ يزرع الشّوْكَ عـاتٍ ساءَ ما زرعا
فآنــــس الحـــقُّ عبْــد الله وائْتنست
بــه الملائِــكُ لمّـــــا نُــــوره التمعـــا

وأهّلـــتْ برسُــــول الله كُـلُّ سمـــا
والآيَ قـد ردّدت والوُرْقُ قد سجعا
الكـوْن فــــى محْفــل تزهـو ملائكــه
بالسّيِّدِ المُرْتجى من للكمــال سعى
وبادرتْ قصْـــد ترحــابٍ بمقْدمــــِهِ
إذ جــا ليشْهـــد ماذا ربـــه ابتدعــا
والله مـــا بــدّل الرحمــــن صورتــه

والمعجــزاتِ رأى عينـاً وقـد سمعـا
ومــن بــرى كلّ شئٍ … جـلّ بارؤنا
بالْكاف يطوى المدى فالكوْنُ قد خَضَعا
أنظُــر محمّـد للآيـــــــــــات مبْديــــة
عقبى التّحدي.. ترى الشرّير إذ خنعا
ذا مـــنْ تبطْـرق في دنيــاه من بطرٍ

هـــلاّ تـــرى للهيــب النّـار قد هُرِعا
وذي الملائــك بالمغــرور إذ بطشـــت
تــراه فـي القيــــدِ مقهُــورا ومنْقطِعا
قــــد أبلــج الفجر هل زاغتْ عيونكُمُ
أم انّ ريحــاً لهـا بالنّـار قـــد سفعـــا

تبلتعُــون ولـو تــدرون قدْركُـــــمُ
كانـــــت عواقِبكـــــــم أبكتكــمُ هلعـا
أتكفــرون بـأن الرّســــل قــــد بُعِثُوا
وذاع ذكرُهُــمُ الميمُـــون وارتفعـــا
وقائِمُ اللَّيــل بالذِّكْـــر الحكيـــم تـري
عُلْـيـــا الجِنـــــان لــه دارًا ومُنْتَجَعـا
يُنَعَّمــون… فــــلا عَيْـــنُ رأت مَثَـــلاً

همْ والذَّرَارِيُّ بالحَوْضِ الرَّوِيِّ معا
فصــــلّ ربّ علـــى البـــدر المنير إذا
مــا رجّعــت سبحات الرّوح ما شرعا
وكلمــــا غـــرّدت خُضْرُ الكَنارِِ على
أفْنانهـــا فاستنـــار الأفْــقُ واتّسعــــا

وقلّـب النُّـــــور فــــي أصلابــــــه أبدًا
أنوارهــــم تغْمــــر الأسْحار والجُمَعا
وخـــلِّ عبْــدك فـي السّاحـات خادمهـم
يُسرى به في سجود الشُّكْــر إذْ خشعا

ورُدّ عبْــــدًا ضعيفًـــــا غــــرّه أمــــــلٌ
وبالسّـــــراب وبالتّمْويـــه قـــدْ خُدِعــا
فــراح ينْزح من بئْر الجُموح ضحًى
ومــا درى أنّــــــه قـــــدْ أدمــن البِدَعا

واغْفــــِر لــه يا إلهي سوءَ ما صنعت
يـداه فهْـو عــن التسـويف قـد رجـعــا
وارفـــق إلهــــي بنــــا إنّ اللئيـــمَ غدا
فــى غيّـــه ســادرًا والظّلــــمَ متّبعـــا
أنْـــت الرّجــــاء لنــــا فــى كـلّ نازلــةٍ

إذ الرّجـا فـى حِمـى قوْمـي قـد انقطعـا
وللضّعــــافِ وللأيتــــامِ كُــنْ مـــددًا
في عالـمٍ فيـه عيْـنُ الحـقِّ قـد هجعا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى