شعر

قصة قصيرة (فتاة الكاشير) للكاتبة والإعلامية حنان محمد.

كتب حنان محمد 

 

 

فتاة الكاشير

ظلت تفاصيل هذا اليوم محفورة في نفسها، عندما ذهبت إلي مقر عملها في مطعم البيتزا.
دخلت وألقت التحية علي زملائها ثم جلست لتبدأ عملها،

وبعد لحظة من وصولها لمحت رجلًا تعرفه يدخل المطعم ينظر إلي طاولة خالية بجانب الحائط، فجلس عليها، وكان علي الطاولة المنيو الخاص بالمطعم. بدأ بتصفحه،

ثم أشار إلي النادل، وعندما أتي إليه طلب منه الطعام الذي اختاره. أثناء تناوله الطعام كانت الكاشير تنظر إليه فتاهت عيناها تكتشف هذا الوجه، الذي أحست أنها تعرفه،

فقالت بداخلها إني التقيته من قبل

هل هذا هو الرجل الطيب الذي أنقذني؟ وراحت تتذكر.. عندما التقت به منذ عدة أيام وهي عائدة من العمل تسير فوق كوبري السكه الحديد،

قبل أن تنزل السلم فجأها شاب يجلس في زاوية السلم المظلمة، تعرض لها ببعض الكلمات البذيئه، لم ترد عليه وارتجف جسدها من الخوف، فأسرعت خطواتها واتسعت،

تمنت أن تقل درجات السلم وتنكمش،

أو تهبط عليها معجزة من السماء تخلصها من هذا الشاب الذي لا تدري من أين أتي؟ رآته يترنح وفي يده زجاجة خمر يفرغها في جوفه.

وقف أمامها ومنعها من نزول السلم، فارتجفت وخافت من أن تصبح ملاذًا له ينثر عليه رماده ويتركها لأنياب الكلاب تنهش جسدها. وفجأة وهي تحاول الفرار منه سمعت صوت رجل قادم من خلفها يقول:

اتركها تذهب. فنظر له الشاب وقال لا لن أتركها، فأخرج الرجل مطواه من جيبه وهدده بها، فتنحى الشاب جانباً واستطاعت الفتاة أن تنزل، وسمعت خطوات وراءها..

إنه الرجل الذي أنقذها،

فخافت وتذكرت أن معه مطواه، هل ينوي أذيتها؟ سمعته يقول لها: انتظري يا فتاة لا تخافي أنت مثل إبنتي.
حدثت نفسها.. ابنته!

أذئب آخر ينقذني ليخصني لنفسه؟
ومازال جسدها يرتجف.
قال لها: لماذا تسيرين وحدك ليلآ؟
قالت: ولماذا تحمل معك المطواه؟

كانت تريد أن تطمئن حتي تستطيع أن تتبادل معه الحديث، قال: أحمل مطواه أخيف بها هذه النوعيه من الأشكال الليلية مثل التي اعترضتكِ منذ قليل.

فهدأت وفهمت أنه لا يستعملها لأذية أحد إنما هي لحمايته فقط، فأجابته: إنني آتيه من العمل وهذا طريق العودة الوحيد القريب لي. قال الرجل: إن لي فتاة في مثل سنك أرجو من الله الستر لها ولك،

فهدأت أكثر وتلاشي منها الخوف بعد أن سمعت هذه الكلمات وتأكدت أنه رجل طيب، لحظات قليلة ولمحت المواصلة التي ستركبها، فقالت له: شكراً لك لصنيعك معي.. إن هذه هي المواصلة. ودعها الرجل وركبت هي وذهبت.

عندما إنتهي الرجل من طعامه، وأشار للنادل بالشيك، ذهب النادل لفتاة الكاشير التي أفاقت من تفكيرها علي صوت النادل وهو يطلب الشيك لهذه الطاولة، فلمعت عيناها حين تذكرت أن لها خصم تمنحه الإدارة للعاملين مرة واحدة كل شهر،

فأحبت أن ترد له صنيعه معها فقررت أن تذهب للمدير لتتحدث معه بشأن هذا الخصم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى