قصيده (التقينا) للكاتب على الحسينى
كتب حنان محمد
ألتقينا
انهمرَ مطرُ الهوى فعشِقتكِ بكل قطرة
ألف عصر وألف نورْ
ولكن شاء الغرور أن تدور الاُمنيات
حتى تنفجر …… حتى تَخوُر
واغتربنا ثم رجعنا _ ثم اغتربنا ثم رجعنا ……
وكنت كلما رجعت أنذُر النذور
إن بقيتِ أدور في فلكِك وادور
حتى ينتهي الزمن وتمضي كل العصور
ولكن في كل مرةٍ كان الوباء يعود
وكان يغتال الطيور
ولكني لم ايأس يوماً ولم اثور
وفي كل صباح كنت
أزرع أمنياتى على الطريق واهزم المواسم والشهور
ومشيت أزرع زهوراً
وأظنُ أن قفار الأمل ابدا لن تبور
لا انكر ان النغم الحزين عاش فى قلبى
وكان ينسكب كالرعاف على السطور
فكم ملأ محابري بالدموعِ وبوهمٍ كالدمِ إذا هام فوقه البخور
ولكن حضور حُبِك بداخلي كان ليستحضر السرورْ
وكلما حاصرتني الألام طرت
إليكِ باجنحةٍ من النورْ
وكتبت اسمك برمش عيني على بابي
واقمت من امنياتي إليك جسور
كتبتُ اسمِِك على كل شئ
على الشبابيك والأبواب والستور
وتمنطقت بأشعة من حبور
وعشت كالقمر الذي يضوى فى الصور
كقمرٍ يعدو فوق الأودية والصخور
ويبسط اشعتهَ فوق الاودية والزروع
قمرٌ – يكتب قصة هواه على صفحات البحور
حبيبتى يا واسعة المدى كالقصور
يا أيقونة الزمن وغازية القلب الجسور
لم يضيع الطريق مني يوما أو يمور
لأني وضعتِك في بالي
سيدة الورود والحدائق والزهور
فأنتـ التي إذا حلت ضفائرها – تحلُ العطور
أنتِ من زرعتِ حدائق قلبى بالبدور
وعلى مأزرى رسمت مُحياكِ
ورحلت كالظلِ من فوق أجنحة الطيور
كالنسيمِ اذا مرَ في الطلِ
ليُنعش الأرواحَ والصدور
فهل لى من عوده؟؟!
ربما لن أعود ابدا
وربما تكتب الاقدار لي عودة
ولكني لن أعود مكسورا
ولن أعود بدون هواكِ
فحبك في قدري مسطور
وإن تحطم كأسي على شفاة الغرور
وسألتني عندما التقينا
عن أمراءة كانت قبلها
مرت بأرض أحلامي يوماً
فانتفخت بحنقٍ وحُمق وجور
فأجبتها بصدق…… كنت احسبها حبيبة.
وحسبت في لحظة اني لها
وبالودِ كم خطبت ودها
لأنها جاءت بشِبهِك من خلفِ الغيوم
ولكنها خانتي وخانت الحب
من باعت عمرها للغرباء
من ظنت ان ظلها إله
وكلما عادت عادت بثوبٍ ليس لها
وكلما رحلت زاغت لياليها وذابت كلها
فهذا الأريج الذى تدعيه ليس من فُلها
وهذه الافراح لم تكن يوما لها
لا احتمال بخيالي يأوي هواها
ولا أقول لعلها.
ولا التمس لها
فلقد تبخرت – كما تبخرت
لياليها الحيرى وتاهت فى الزمن
ولن أعود في يوم لها
مهما تراقصت الصور فى عينِ خضراء الدمن
ومهما رقصت على الأسلاك كعروسِ الخبل
فلقد زقمت وعودها بين أحضان الملل
واذكر عندما قالت : صديقي دعني – فلا أمل
قد باعد بيننا الطريق ولنودع حينا
لم تعد أنت أنت ولم أعد أنا أنا
لقد جنينا من الزمان مُر الجنا
ومازلتْ تحلم بالسعادة والهنا !
هكذا قالت لأنها غنت للعشق وللغرام
ولم تكن بما غنت مؤمنة
وظنت انها لم تعد هى
ولم أعُد أنا انا
وانتِ أيتها المخلصةُ الصدوق غيرها
تكسرين الأعناق عندما تشُبين فارهة
انتِ الطاهرة التي طافت حولنا
بمرح الطيور وببراءة الطفولة
فعشت لي وسلمت لي وللمُنى
وتركت رأسى فوق صدرِك
وطار العمر كاسراب اليمام
فى انعدام الوزن اعدو – لاحقق وعودَ الغرام
لاعتصم بجيدك وبنحرِك وبقدكِ الحُسام
فإن كان ذكر التي انتهت يُحزنك
فأنا أذكرها عبرةً لا أهتمام
أذكر يوم أن علقت في اتونِ الألام
وذبحت صدرى بسكين الكلام
لما زارني الوجد والخصام
لأودي شكر نعمتك علي – على الدوام
وها أنا أجول الاحلامَ كطفل غيرةً وابتسام
والجام الذى بيدك يبرُق فيه الافتتان
وفي الأطباق اضع حلوى الامتنان
وهذا الكاس الذى يقبله خاتمك
انعكاس جوهره سعادةً وسلام
فتعالي لنتلاشى معا – فى عناق هبت رياحه
من الوئام والغرام والهُيام
فنحن التقينا – نحن ألتقينا والسلام