كتب حنان محمد
عُرُوبَةٌ بِلَا عَرَبٍ
لَا تَبْحَثْ يَا صَغِيرِي فِي الْوَرَقِ
وَلَا تُحَدِّثْنِي عَنِ الْعُرُوبِهِ وَالْعَرَبِ
فَالْأَمْرُ بَاتَ ذُلًّاً لَا يُحْتَمَلُ
تِيسَا يُشْتَرَى لِيَأْكُلَ أَبَا لَهَبٍ
وَحَسْنَاءُ أَرْضِي كُلَّ يَوْمٍ تَغْتَصِبُ
هَلْ كَفَّفْتَ سُؤَالَكَ أَيْنَ الْعَرَبُ
فِي سُبَاتٍ عَمِيقٍ أَوْ بَيْعٍ لِلْوَطَنِ
حَدَّثَنِي عَنْ طِفْلٍ تَحْتَ الرُّكَامِ
لَمْ يَتَجَاوَزْ حَتَّى الْحُلُمَ
كُلُّ أَحْلَامِهِ كُرَاسُهُ رَسْمٌ وَقَلَمٌ
يَبْكِي عُرُوبَتَهُ وَهِيَ تُغْتَصَبُ
مَنْ يَشْتَرِي عُرُوبَهُ تَنْتَهِكُ
لَيْسَتْ بِكْرًا فَالْبِكْرُ لَمْ تَكُنْ حَلَبْ
فَكُلُّ مَا جَاءَ عَنْ الْأَخُوهِ كَذِبٌ
نَحْنُ أَفْوَاهٌ جَلَسَاتٌ عَتْبٌ
نَصِيحٌ كَالدِّيكِ وَنَخْشَى الثَعْلَبْ
مَنْ يَسْتُرُ عَوْرَاتِنَا اذَا الرَّاعِي نَجِسٌ
قَدْ بَاعُوا الْعُرُوبَهُ بِبَخْسِ عَفْنِ
مَنْ يَشْتَرِينِي بِحَزْمِهِ حَطَبٌ
لِأَتَجَرَّدَ مِنْ رِدَاءِ الصَّمْتِ
فَلَا عِزَّ يَعْلُو عِزَّ الْمُعْتَصِمِ
وَامْعْتَصِمَاهُ يَا نِسَاءَ الْعَرَبِ
تَبًّا لِخَزْيِ الْعُرُوبِهِ تَبَّتْ يَدًا
أَنَا التَّارِيخُ وَالِاشِّرَافُ وَالنَّسَبُ
وَالسَّبْيُ فِي زَمَنِ الْعَجَبِ
قُطِعَتْ أَوْصَالِي بِلَا سَبَبٍ
فَلَا تُحَدِّثْنِي يَوْمًا عَنِ الْعَرَبِ
اشْتَدَّ سَوَادُ لَيْلِ الْقُدْسِ يَا عَرَبُ
وَالصُّبْحُ نَارًاً تَلْتَهِمُ الْإِرْبَ
ضَحِكَ الْخَبِيثُ سَوَادٌ فِعْلِهِ
فَصَارَتِ الْأَنْعَاشُ جَوْرَبَ
مَنْ ذَا الَّذِي بِالْبَرَاءِهِ يَقْتَلُ
وَبِالشُّيُوخِ وَالنِّسُوهُ يَذْبَحُ كَالأَرْنَبِ
أَفِيقُوا يَاعَرَبْ فَالْقُدْسُ تُخْرَبُ
لَا تَتَوَهَّمُ الْخَيْرُ مِنْ مُلَطَّخٍ بِالدِّمِ
إِذَا نَطَقَ الْغُرَابُ لَنْ يَنْطِقَ طَرَبَ
فِلَسْطِينُ تَسْتَغِيثُ يَا عَرَبُ
لِمَلْمِ مَا تَبَقَّى مِنْ عُرُوبَتِكَ يَا بُنَيَّ
فَكُلُّ مَا بَقَى مِنْ عُرُوبَتُنَا مُخْضَبٌ
يَا جِنَّهُ الْأَرْضُ تُرْوَى بِالدِّمَاءِ
وَلَمْ تَرَى يَوْمًاً سَلَامٌ وَلَا هَرَبٌ
أَبْصِرْ يَا صَغِيرِي وَأَقْرَأُ
سَيُبْقِي الْخَبِيثُ يَحْتَلُّ الْوَطَنَ
إِذَا بَقِيَتْ الْعُرُوبُهُ بِلَا عَرَبٍ