قصص

عودة حماتى…..عودة حماتى

بقلم: أحمد محمود شرقاوي

أخويا كان بيبعتلي فلوس من وقت للتاني عشان أراعي أمي واجبلها الأدوية بتاعتها بما إنه مسافر وظروفه كويسة نوعًا ما، وأنا كنت ببعت مراتي تهتم بيها من وقت للتاني عشان أنا مشغول في شغلي ومش فاضي، ورغم إني عارف إن مراتي مهملة بس مكنش قدامي حل تاني، غير إني كنت بوفر فلوس من اللي بتتبعت وباخدها تساعدني في حياتي لأن ظروفي كانت صعبة شويتين..
مع الوقت أمي اشتكت لأخويا اللي نزل أجازته وكان زعلان جدًا جدًا، وقالي إنه هيتصرف ومش عايز مراتي تعتني بأمي مرة تانية وحصلت مشكلة ما بينا، لحد ما استقر في النهاية على (إيمان) بنت جارة أمي كانت بتقعد معاها وتراعيها محبة، وكانت بتشتغل في البيوت بمقابل، أخويا قالها إنه هيخصص ليها مرتب شهري مقابل إنها تراعي أمي ٦ ساعات يوميًا، أكل ونضافة البيت والعلاج وكل حاجة..
وفعلا إيمان عملت أحسن من المتوقع، بقت بتبخر البيت، وتعمل أحسن أكل، تعتني بأمي نضافة شخصية وعناية بالبيت وكمان تضحكها وتخرجها، ومع الوقت أمي نفسيتها اتحسنت أوي، بس مراتي كانت متضايقة، وبالأخص لما عرفت إن أخويا مخصص لإيمان بس خمس آلاف شهريًا غير تمن العلاج، وإن حالة البت بقت مستريحة خالص، وبدأت مراتي تقولي إننا أولى بالفلوس اللي بتتبعت دي بدل ماحنا مش لاقيين فلوس مدارس العيال ولا لاقيين ناكل..
ويوم بعد يوم كانت كل حاجة بتبوظ معايا، وتحديدًا لما مراتي أجهضت ودفعت كل ما أملك واتداينت، في المقابل أهل إيمان بقا بيجلهم فلوس ولبس في المواسم، بيدبحوا ع العيد بفلوس أخويا واحنا مش لاقيين نجيب لحمة، مراتي كانت هتتجنن وفضلت تولع فيا لحد ما كلمت أخويا عشان أعتني أنا بأمي، وطبعًا المتوقع إنه قالي إن مراتي مهملة وإيمان ممتازة ورفض تمامًا الموضوع، حكيت لمراتي اللي ولعت أكتر وقالتلي إن أمي لازم تتعب عشان نشكك في رعاية إيمان وناخدها احنا، واقترحت عليا نحطلها أدوية اسهال مع العلاج ولما تتعب نكبر الموضوع ونجري على المستشفى ونقول إن أكل إيمان بيتعب أمي..
وفعلًا عملنا كدا، وتعبت أمي أكتر من مرة، بس أخويا كان متمسك بإيمان ووصى إنها تروح لممرضة تتابع معاها الأدوية، وحسينا إننا هنتكشف فسكتنا، بس مراتي فضلت تخطط من جديد، لحد ما قالتلي إن الحل إننا نحط أدوية زهايمر لأمي، وإنها لما تتعب وتنسى ممكن نوديها مكان كام يوم ونقول سابت البيت وإيمان مخدتش بالها وده هيخلينا ناخدها بدون اعتراض أخويا، ولما سألتها هيحصل ده ازاي قالتلي إننا هنفتعل مشكلة وتروح هي تقعد معاها وكأنها غضبانة..
وفعلًا افتعلنا مشكلة، ومراتي جابت أدوية زهايمر وكانت بتديها لأمي مع الوقت بدون عِلم إيمان، وبدأت أمي فعلًا تنسى كتير، وطبعًا كنت بوصل لأخويا الكلام كل شوية عشان لما تختفي يبقا فيه تمهيد للموضوع، وفعلًا وبعد ٣ شهور أمي حالتها بقت صعبة، خدناها لواحدة زميلة مراتي تعرفها وقعدناها هناك تلت أيام، واتصلت بأخويا وأنا بزعق وقولتله أمي اختفت ومشيت ومحدش عارف هي فين، واتهمته إن هو السبب لأنه أصر إنها تقعد مع إيمان مش معايا..
وبدأنا نمثل إننا بندور وبعد ٣ أيام قلت لأخويا إننا لقيناها وهتفضل معانا، وطبعًا مكنش يقدر يعترض، بس الغريب إننا لما روحنا نجيبها لقينا باب الشقة مقفول وزميلة مراتي مش موجودة، لدرجة إني كسرت باب الشقة ولقيت أمي جوة قاعدة في صمت تام..
خدناها ورجعنا الشقة، وكلمت أخويا يبعتلي الفلوس عشان علاج أمي ونهتم احنا بيها، بس الغريب إن أمي الست المسكينة اللي بتقرأ قرآن وساكتة طول النهار بقت نشيطة نشاط غير طبيعي، كنت برجع من الشغل ألاقي مراتي بتشتكي منها وبتقول إنها بتتدخل في كل حاجة تدخل غير طبيعي، وإنها بتاكل الأكل كله وتضرب العيال وتخوفهم، استغرب اوي وقلت إن أكيد مراتي كدابة، أمي دي أغلب من الغُلب..
بس مراتي كانت بتخاف من أمي فعلًا مع الوقت، كانت بتقولي إن أمي بتعرف كل حاجة، وبتاكل الأكل ني، وبتدخل عليها الحمام حتى لو الباب مقفول بالترباس، وفضلت مش مصدق مراتي لحد ما أخويا بعت مبلغ شهري وتاني يوم المبلغ اختفى، سألت مراتي عليه لقيت أمي بتقولي إن مراتي سرقت الفلوس وبتصرفها على حبيبها من ورايا، كلام أمي جنني وكنت هموت مراتي اللي أقسمت إن أمي كدابة، وبعد خناقة كبيرة سبت أمي ومراتي وروحت أقعد في بيت أمي كام يوم، لحد ما سمعت صراخ مراتي في التليفون وبتقولي ألحقني هتموتني..
جريت على شقتي لقيت مراتي بتتنفض وجسمها كله خرابيش وبتقولي (أمك كانت بتموتني) سألتها هي فين قالتلي إن أمي ميتة في الشقة من يومها، كنت هتجنن ومش فاهم، قالتلي إن صاحبتها اللي أمي قعدت عندها ٣ أيام كانت شغالة شغلانة مش كويسة، ولما خرجت ليلتها البوليس قبض عليها وفضلت أسبوع في القسم، وكانت فاكرة إني هعدي أحط أكل ومية لحماتي، لكن سبناها ٣ أيام لحد ما ماتت، قولتلها ازاي وأمي رجعت معانا، لقتها ورتني صورة صاحبتها بعتاها لأمي وهي ميتة في الشقة هناك بنفس الهدوم اللي سبناها بيها..
يعني اللي رجعت معانا دي مش أمي، مفيش ساعتين والمباحث جت قبضت عليا أنا ومراتي بتهمة شروع في قتل، زميلة مراتي لما لقت الجثة بلغت عشان تطلع من المصيبة وقالت إننا اللي خدنا المفاتيح وحبسنا الست وهي متعرفش لحد ما ماتت، ولبسنا القضية أنا ومراتي، أنا اللي سلمت عقلي لواحدة ست طماعة كانت دي نهايتي، أنا اللي لغيت قوامتي وقررت أسمع كلام مراتي في الغلط قبل الصح كان لازم نهايتي تكون كدا، الله يرحمك يا أمي..

تابعونا علي صفحة الفيس بوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى