فيه بنت اسمها “وسام” تعتبر قريبتي بس علاقتنا كانت سطحية نوعا ما, وِسام دي تقدر تطبق المثل اللي بيقول “تقعد مكان القمر” عليها بدون أي مُبالغة, كانت حاجة عاملة زي الحوريات, وكأنها جاية من عالم تاني غير العالم بتاعنا, من أول يوم روحت فيه المدرسة وشوفتها رجعت أجري وانا بقول اسمها بالكامل لأبويا اللي قالي إنها قريبتنا ومن نفس العيلة, وهنا جالي إحساس التملك, قريبتي أنا ولازم تكون من نصيبي أنا, من نصيبي في الكلام واللعب والمرواح للمدرسة, ودخلت في صراع طويل مع أي طفل كان بس يقرب منها أو يتكلم معاها, وكنت معرف الكل بلا استثناء إنها قريبتي ولما أكبر هتجوزها..
وفضلت عامل زي الظِل بتاعها لسنين طويلة أوي, سنين وصلت لحوالي 12 سنة, لحد ما وصلنا تقريبا للثانوية العامة, وانا معاها, بقرب منها بكل السُبل, أنا مكنتش فعلا قادر أشوف حد غيرها, لحد ما ظهرت النتيجة ولقيت نفسي يادوب هحصل معهد في حين إنها دخلت كلية متوسطة, وسبت التعليم خالص واشتغلت في شركة مقاولات, شوية عامل وشوية مُشرف, واتنقلت من بلد لبلد لحد ما قريبا لفيت الجمهورية كلها, ورغم كل السنين دي كانت هي في خيالي, وسام, كنت بنام واصحا أحلم بيها, مكنتش شايف في الدنيا غيرها ولا عاوز من الدنيا حاجة تانية غير وسام, ومسافة ما قدرت أجهز شقتي كلمت أبويا وأمي وجرينا على بيتهم عشان أتقدملها, معرفش ليه يومها شوفت نظرة غريبة في عنين أبويا مكنتش فاهم معناها غير لما قعدنا مع والدها, اتقدمنا واتكلمنا كتير والناس استقبلونا أحسن استقبال..
بس تاني يوم بس جالي الخبر المُميت, الخبر جه على هيئة جُملة واحدة بس “كل شيء قِسمة ونصيب” يوم ما أبويا عرفني جسمي بدأ يعرق وقلبي يدق بطريقة مُخيفة, سألت عن سبب الرفض أبويا اتخانق معايا, وقالي إحنا مش من حقنا نسأل عن السبب, الناس مش موافقين وده حقهم, مش هنجبرهم احنا, قولت لابويا أكيد الرفض من أهلها هما, لقيته بنبرة مكسورة قالي إن الرفض من وسام نفسها رغم انهم ضغطوا عليها عشان تديني فرصة..
وقتها بس الدنيا كلها اسودت في عنيا, ومبقتش شايف قدامي إطلاقا, خدت رقمها من تليفون أمي وكلمتها, أول ما سمعت صوتي سكتت تماما, قولتلها إني بحبها, وإني مش عاوز حاجة في الدنيا غيرها, وإني مش هسبها لأي حد غيري إطلاقا, فضلت ساكتة كتير أوي, ولما زعقت فيها قالتلي “كل شيء قسمة ونصيب” وقفلت المكالمة, رنيت تاني لقتها حطت رقمي في القايمة السودة عشان معرفش أتصل بيها تاني..
وفضلت في الاوضة بتاعتي مكسور لمدة يومين كاملين, مكنتش مصدق ولا مقتنع بفكرة الرفض دي من الأساس, مش مصدق إنها تضيع من بين إيديا بالسهولة دي, استنتها مرة واتنين في الطريق, كلمتها بس كانت بتسبني وتمشي, بعتلها على الواتس والماسنجر والتليجرام والأنستاغرام, بعتلها رسايل sms , عملت كل حاجة عشان ترد عليا, تديني فرصة, بس كانت رافضة رفض قاطع..
وعرفت ببساطة إن البنت محترمة ومتعلمة وجميلة جدا جدا, وانا شاب مش مكمل تعليمي وشكلي عادي وسُمعتي مش حلوة, بتاع حشيش وبنات وبيعمل مشاكل وغيره من الكلام اللي كان حقيقي بالفعل, لحد ما كنت قاعد في أوضتي مرة مش طايق نفسي لقيت أمي بتدخل وبتقفل الباب ونظرات عنيها غريبة, سألتني إن كنت هصرف نظر ولا عاوز وسام بالفعل, قولتلها إني استحالة أطلعها من راسي, غير إني بحبها أنا كمان اتجرحت, انا مترفضش بالبساطة دي يا أمي, لقتها طلعت ازازة صغيرة أوي وقالتلي رش منها الصبح قدام بيتهم بس إياك حد يشوفك, واتأكد انك رشيت قبل خروجها على جامعتها اللي بتعمل فيها دراسات عُليا..
مفكرتش, مرفضتش, كل اللي كان في بالي انها متكسرش كبريائي بالبساطة دي, وبالفعل صحيت بدري ووقفت قدام
شارعهم وقت طويل لحد ما الشارع هدي شوية, وفورا رشيت المية واستخبيت في مكان مش مكشوف, وكلها نص ساعة وخرجت, وداست على المية, وابتسمت, ابتسمت وتمنيت إن أمي تكون صادقة في الفِعل ده..
وكلها يومين ولقيت أبويا مذهول وجاي بيقولي إن أبوها منتظرنا نشرب معاه الشاي ونتكلم في موضوع الزواج, وروحنا فعلا ولقينا البنت موافقة ومتمسكة بيا أوي, وقتها بس حسيت بالنشوة والانتصار, واتحدد ميعاد الفرح خلال شهر واحد بس, واتجوزتها, اتجوزتها وانا حاسس إني منتشي, طاير من الفرحة, كأني ملكت الدنيا بما فيها..
عشت في الجنة دي اسبوع واحد بس, بعدها بدأت الأمور تاخد منحنى تاني خالص, وسام مكانتش بتطيق نفسي في البيت, كانت بتكرهني أكتر من أي حاجة في الدنيا, حتى علاقتنا الزوجية كنت بحس فيها إن جسمها مش طايق جسمي, كأني مسخ, قذر, مكانتش تقعد في مكان انا فيه, ولا تاكل معايا, ولا حتى في طبق أنا كلت فيه, ببساطة كانت تطيق العمى ولا تطيقني, كلمت أمي بعد ما شوفت المرار, شوية وردت عليا إن العمل كان كل هدفه نتجوز, وهنحتاج حاجة تانية عشان الدنيا تبقا كويسة, سألتها عن الحاجة دي قالتلي إن فيه حاجة اسمها سحر الطاعة, حاجة بتخليها تطيع كل كلامي وهي مغمضة, بتبقا زي العبد بين ايديك..
حسيت بنشوة غريبة لما سمعت الكلام ده, وبعد تلت أيام كانت معايا ازازة جديدة, رشيت منها شوية في ازازة المية اللي بتشرب منها, وراقبتها لحد ما فعلا شربت منها, واتوهمت إن السحر نتيجته بتيجي بسرعة أوي كدا, مراتي تعبت يومين, وتالت يوم بقت تحت رجليا, متاكلش غير لما آكل, أطلب منها أي حاجة لو على رقبتها بتنفذها, بقت عاملة زي الإنسان الآلي, بتنفذ المطلوب, بدون تأفف, أو تكاسل, أو حتى تأخير, وعشت في الجنة دي كمان ست شهور معايا حاجة عايشة عشان تلبي رغباتي وتشبع شهواتي..
لحد ما حصلت المُصيبة وأمي جتلها جلطة على المُخ وماتت, وفضلت في دوامة الدفن والعزاء والحُزن يمكن أكتر من شهر كامل, وبعد الشهر رجعت مراتي أسوأ من الأول, وكأن السحر بطل بموت أمي, والمشكلة إني معرفش أمي عملت ده فين وازاي, كلمت حد أعرفه قالي إنه هيبعتلي كتاب بيتكلم عن سحر الطاعة, لو عملت اللي فيه كل حاجة هترجع زي ما كانت..
وفعلا جبت الكتاب, وكان فيه فصل بيتكلم عن سِحر الطاعة, ورغم إني جاهل شوية بس نفذت كل اللي مطلوب, بتجيب حاجات بتخلطها ببعض وتحطها على مية وتقرأ كام طلسم, موضوع سهل وبسيط جدا, وعملت كل حاجة بالتفصيل, وحطيت المية المسحورة في ازازة المية بتاعتها, وقعدت في الصالة قدام التلفزيون مستني انها تطلع تجيب الازازة من التلاجة وتشرب, وفجأة مسكتني كُحة قوية أوي وانا باكل طبق عنب, لدرجة إني كنت هموت من كتر الكُحة, لولا إنها رغم انها بتكرهني لحقتني بالمية, شربت المية وفين وفين لحد ما هديت, ومن التعب والصدمة اللي حصلتلي لأني كنت هموت دخلت نمت..
نمت كتير أوي نوم كله كوابيس غريبة, وفي نص الليل صحيت ريقي ناشف وهموت من العطش, دخلت المطبخ شربت من التلاجة, بصيت على ازازة مراتي مكانتش موجودة, عايز أعرف شربت منها ولا لا, خرجت للصالة لقيت الازازة مفتوحة ومشروب منها, ابتسمت, بس ابتسامتي مكملتش, المية دي أنا اللي شربت منها لما الكحة مسكتني, أيوة دلوقتي افتكرت, دي شربتني من الازازة دي, حسيت بخوف كبير أول ما الهاجس ده جالي, هو ايه اللي ممكن يحصلي دلوقتي, لسة مستوعبتش الفكرة وسمعت صوت حاجة بترزع في المطبخ اللي انا لسة خارج منه..
دخلت بسرعة ولعت النور وفي لحظة الكهربا ضربت والمطبخ ضلم تاني, بصيت ورا التلاجة لقيت حاجة, جسم واقف, جسمي كله اتكهرب أول ما لمحته, كأنه شيطان رجيم, قربت منه بهدوء, لقتها مراتي, وشوفتها قاطعة شرا-يينها وبتشرب من دمها بتلذذ كبير, شوفت المشهد وحسيت إني اتجننت, صرخت زي الأطفال, صرخت بأعلى صوت, خرجت أجري من المطبخ وسمعت خطواتها ورايا, ملقتش غير الحمام في وشي, دخلت أجري لجوة وفي لحظة واحدة بس اتزحلقت ووقعت على ركبتي على حافة البانيو, وقعة غريبة تعتبر خلعت رقبتي من مكانها..
ووقعت زي الدبيحة في أرضية الحمام, وقدام عنيا لمحت مراتي والدم مغرق ايديها بتقرب مني وعيونها بتنزل دم, وابتسمت, ووقعت في غيبوبة طويلة, غيبوبة صحيت منها على خلع في مفصل الركبة ورباط صليبي, أكتر من 6 عمليات في الركبة عشان تصلح بس وأقدر أمشي عليها تاني, وسام من يوم الحادثة طلبت الطلاق وقالتلي نصا أنا مش طايقاك وانت كويس, هطيقك وانت مريض, اخواتي محدش فيهم سأل عليا, أبويا راجل كبير في السن, وأمي ماتت, وقعدت في الجِبس في شقتي بزحف زي الحيوان, محدش جمبي يديني بس كوباية مية, ولأول مرة أبكي على الحال اللي وصلت له, أبكي على نفسي, وكرامتي, أشفق على روحي المتدمرة, أنا ليه عملت في نفسي كل ده, أنا ممكن ممشيش على رجلي تاني إطلاقا, ليه كل ده, غير الست اللي شبه مراتي اللي بقت معيشاني في جحيم ليل نهار..
وفضلت كتير أوي, شهور متجبس وعايش في الجحيم ده, لحد ما قابلني حد معرفة وفسرلي اللي انا فيه, قالي إن جه الوقت عشان أتحرق بنار السحر, لأن السحر زي النار اللي بتولعها, ولازم هتيجي يوم وتطولك, يشاء ربك يوقعك وتشرب من المية المسحورة, وبما إن السحر معمول لواحدة والخادم بتاعه أنثى فكان لازم اللي تشربه أنثى, انما انت لما شربته خادمة السحر لقتك فريسة, صيدة سهلة, وعملت معاك كل ده, ويشاء ربك رجليك تدمر عشان تعرف إنك كنت مسنود على حيطة آيلة للسقوط..
أولا السحر ما هو إلا كُفر بالله وهتتحرق بناره عاجلا أم آجلا..
ثانيا كرامة الراجل اللي انا فرطت فيها, من حق الست ترفضك, وواجب عليك تتقبل ده بأدب وعزة نفس وتبعد عنها تماما, انما تفرط في كرامتك وتجري وراها زي المسخ, هتكرهك أكتر, عُمر الست ما هتحب راجل معدوم الكرامة بيفرض نفسه عليها بالعافية, هي هتحبك لما انت تحب نفسك وتعتز بنفسك وكرامتك, إنما تعمل العكس, استحالة هتشوف منها ذرة احترام..
للمزيد من الأخبار يُمكنكم متابعتنا عبر صفحاتنا الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي: