
أصبحت الدراما الرمضانية في مصر تُعبر عن تجارة أكثر منها فنًا هادفًا، حيث تُركز على الإثارة والتشويق دون تقديم قيم أو رسائل بناءة. هذا التحول أثار العديد من التساؤلات حول دور الدراما في تشكيل الوعي الثقافي والاجتماعي للمجتمع المصري.

رغم أن هناك بعض الأعمال الدرامية الهادفة التي تحاول تقديم محتوى بنّاء ومسؤول، إلا أنها أصبحت ضئيلة أمام هذا الكم الهائل من الأعمال الرديئة التي تملأ الشاشات في رمضان. هذه الأعمال الجيدة تحاول أن تبرز قضايا مهمة وتقدم نماذج إيجابية، لكنها للأسف تجد نفسها غارقة في بحر من المسلسلات التي تفتقر للقيمة الفنية والثقافية.
هل نحن موجودون في دراما رمضان؟ وهل هذه الدراما تعكس واقعنا وقيمنا؟ الإجابة هي لا، فالدراما الرمضانية أصبحت بعيدة كل البعد عن الواقع المصري، وتُقدم صورة مشوهة عن المجتمع.
هل غيرت الدراما الرمضانية مفهوم البطولة والقدوة عند الشباب؟ نعم، للأسف، الدراما الرمضانية قدمت نماذج بطولية مشوهة، تعتمد على العنف والغش والخداع، بدلاً من تقديم نماذج إيجابية تحث على القيم والأخلاق.
هل أثرت الدراما الرمضانية على لغة الشباب؟ نعم، الدراما الرمضانية ساهمت في انتشار اللغة العامية غير اللائقة، والشتائم، والكلمات البذيئة، مما أثر سلبًا على لغة الشباب.
هل أثرت الدراما الرمضانية في تغيير الذائقة المصرية؟ نعم، الدراما الرمضانية غيرت الذائقة المصرية، وجعلت المشاهدين يتقبلون الأعمال الدرامية الهابطة، والرديئة، والغير هادفة.
تراجع الدور التوعوي للدراما الرمضانية، وأصبحت الدراما تُقدم فقط للتسلية والترفيه، دون أي هدف سامي أو رسالة بناءة. وهذا التراجع له تأثير سلبي على المجتمع، خاصة إذا كانت الأعمال الدرامية تقدم محتوى غير هادف أو غير أخلاقي.
تأثير الدراما الرمضانية على صورة المجتمع المصري في الخارج، لا يمكن إغفاله، فالدراما الرمضانية يمكن أن تقدم صورة إيجابية أو سلبية عن المجتمع المصري. إذا كانت الأعمال الدرامية تقدم محتوى غير هادف أو غير أخلاقي، فقد تؤثر سلبًا على صورة المجتمع المصري في الخارج.
لإصلاح أزمة الدراما الحالية، يجب على الدولة والنقابات الفنية العمل معًا لتشجيع صناعة الدراما على تقديم محتوى هادفًا ومفيدًا. كما يجب على المبدعين أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه المجتمع، ويقدموا أعمالًا درامية تُعبر عن قيم ومبادئ المجتمع.
في النهاية، الدراما الرمضانية في مصر تحتاج إلى إصلاح جذري، وإلى عودة إلى الدور الثقافي والتربوي الذي كانت تقوم به في الماضي. يجب أن تُقدم الدراما محتوى هادفًا ومفيدًا، يرسخ القيم والأخلاق، ويُعبر عن هموم المجتمع وآماله.
تابعونا على فيس بوك