ثقافة

مقال”صناع الأمل” الكاتب أنيس الأزهر .

كتبت حنان محمد بعرور

صناع الامل

لقيتُ غلامًا، ولكن أيُّ غلام!
طفلٌ غضّ الإهاب، في الصف الرابع الابتدائي، قد شاءت له الأقدار أن يخرج من صَفِّ التلاميذ إلى صفِّ العاملين؛ يحمل على كتفه الصغير حملًا ليس من حق صِباه، ويتخطّى في دروب الحياة يتعلم منها ما لم تكتبه له بعدُ ألواح الدرس.

مشروعي الصغير

سألته وقد استوقفني ما في عينيه من بريق الحياة:
ما تصنع يا بُني؟
فقال بلسانٍ فيه رقة الطفولة، وفيه أيضًا صلابة الرجال:
«أبيع بعض المستحضرات، أعمل مندوب مبيعات، ما شاء الله شاطر جدًا في البيع.»
ثم أطرق قليلًا وقال:
«لكن حلمي أن أكون رجل أعمال، وإن شاء الله سأحققه، وهذا الذي فوق ظهري هو رأس مال مشروعي الصغير.

للحياة التي تجري

فأخذتُ أتأمله، وقد هزّ كياني هذا الصبيّ الذي علّمته الحاجة أن يكون للتعب صاحبًا، وأن يختبر في سنين اللعب جدَّ الرجال.ما كان يعنيني من أمره أن يعرف البيع والشراء، ولا أن يجمع الدريهمات القليلة، ولكن الذي أسرّ قلبي، وأوقد في نفسي شمعة من الرجاء، هو ذلك الأمل الوضيء الذي يشعُّ من حديثه، وتلك المحبة للحياة التي تجري في ألفاظه مجرى الدم في عروقه.

دموعه قريبة العهد

يا لله ما أبدع هذا الأمل حين يسكن قلبًا طريًّا لم تزل دموعه قريبة العهد بمهاد الأم!
ويا أيتها القلوب القاسية من الآباء والأمهات، اتقوا الله في أبنائكم، فإن في صدورهم حدائق من الأحلام، لو سقيتموها بماء العطف لآتتكم أزهارها، ولكنكم ربما تركتموهم للعواصف تعبث بأمانيهم فتذروها هباءً.

الطفل الذي يحب الحياة

الطفل الذي يحب الحياة وهو يكدُّ ويتعب، هو الذي يصنع الغد لنا وللوطن. فرفقًا بأحلام هؤلاء الصغار، فإنها التي ستبني الدنيا إذا نحن صُنّاها اليوم من الضياع.»

تابعونا علي صفحتة الفيس بوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى