شعر

قصيدة “تَرَاتِيلُ_شَوق”  الكاتب سيد فاروق 

كتبت/حنان محمد بعرور

 

تَرَاتِيلُ_شَوق

إنِّي على قمم الحنين متيَّم

فَالنُّورُ يُزْهِرُ فِي رُبَى الْمِيثَاقِ

 

بِالسِّلْمِ وَالإِيمَانِ تَسْمُو هِمَّتِي

وَلتَسْتَبِين مَعَالِم الإِشْفَاقِ

 

لَا زِلْتُ أُ


بْصِرُ فِي الدُّجَى أَفْق السَنا

يَجْلُو الظَّلَامَ بِهِدْيِهِ الدَّفَّاقِ

 

فانفذ إِلَى نُورِ الْحَقِيقَةِ وَاثقا

بسطوع قلب راسخ مصداقِ

 

يَا مَنْ شرفت بِغَايَةٍ تَرقَى بِهَا

هَذَا التَرَقِّي مِنْ جَنَى الإِرْفَاقِ

 

وَالرُّوحُ تسمو فِي سماء يتممٍ

كي تَكْتَسِي بِبَهَاءِهِا الْمغداق

 

فِي السَّجْدَةِ الْغَرَّاءِ ينماحُ النَّوَى

دمع هوى بِبراءة الأَحْدَاقِ

 

الرحمة الكبرى تجلت ها هنا

من بَيْنَ فَجٍّ مشرق براق

 

في كُلِّ نَبتٍ للمرُوجِ تَهللت

أَنْوَارُ لُبٍّ فِي نَدَى الأوراقِ

 

رُوحِي تُكَبِّرُ بِالرُّؤَى فتبسمت

وَالْقَلْبُ يسعى فِي مدى الإِسْبَاقِ

 

تَهْفُو الْقُلُوبُ إِلَى الْحِجَازِ وَتَرْتَجِي

بِالْحَجِّ تَرْوِي ظَمَأَةَ الْأَشْوَاقِ

 

بِالْحَمْدِ وَالتَّهْلِيلِ تَسْمُو صَبْوَتِي

فِي أَرْضِ مَكَّةَ جَنَّةُ الْمُشْتَاقِ

 

لَا زِلْتُ أَسْمِعُ لِلنِّدَاءِ جَوَارِحِي

صَوْتَ الْخَلِيلِ يَهِيمُ فِي أَعْمَاقِي

 

فَاشْدُدْ رِحَالَكَ لِلْمَنَاسِكِ سَاعِيًا

بِطَوَافِ قَلْبٍ عَامِرٍ خَفَّاقِ

 

يَا سَعْدَ مَنْ رُزِقَ الْفَرِيضَةَ نَفْحَةً

أَنْعِمْ بِهَا مِنْ أَعْظَمِ الْأَرْزَاقِ

 

وَالرُّوحُ تَسْعَى لِلْحَجِيجِ بِرَوْضِهِمْ

وَتَزَيَّنَتْ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ

 

وَعَلَى شِغَافِ الشَّوْقِ تَسْمُو نَشْوَتِي

فِي اللَّيْلِ حَتَّى لَحْظَةِ الْإِشْرَاقِ

 

هَذَاكَ يَسْعَى فِي الرِّحَابِ مُلَبِّيًا

وَهُنَاكَ مَحْمُولٌ عَلَى الْأَعْنَاقِ

 

هَذِي الشَّمَائِلُ لَوْ عَلِمْتَ مَقَامَهَا

تِبْيَانُ ضَوْءٍ مِنْ لَدُنْ خَلَّاقِ

 

مِنْ كُلِّ فَجٍّ لِلدُّرُوبِ تَوَافَدَتْ

هَذِي الْجُمُوعُ تُلَبِّي بِالْآفَاقِ

 

صَوْتٌ تَرَدَّدَ فِي خُشُوعِ جَوَانِحِي

وَدُمُوعُ قَلْبِي أَجْهَشَتْ أَحْدَاقِي

 

وَوَرْدُ زَمْزَمَ فِي السِّقَاءِ شَرِيعَةٌ

فَإِذَا ارْتَوَيْتُ فذالكم تِرْيَاقِي

 

مَا بَيْنَ هَرْوَلَةٍ وَسَعْيٍ بِالصَّفَا

إِخْبَاتُ قَلْبٍ خَاشِعٍ تَوَّاقِ

 

بِصَعِيدِ عَرَفَاتٍ تَجَمَّعَ شَمْلُنَا

رَغْمَ اخْتِلَافِ الْجِنْسِ وَالْأَعْرَاقِ

 

تَطْوَافُ رُوح عَامِر بِإِفَاضَةٍ

رَحْمَاتُ رَب واسع الْإِغْدَاقِ

 

رَبَّاهُ أَتِمَّمْ لِلْفَقِيرِ فَرِيضَةً

لِبُلُوغِ حَجٍّ دُونَمَا إِخْفَاقِ

 

جُدْ يَا كَرِيمُ عَلَى عَبِيد ما له

من حيلة بِشدائد الْإِمْلَاقِ

 

وَاكْتُبْ لَنَا وَدَّ الْحَبِيبِ بِرَوْضَةٍ

نَلْقَى التَّحِيَّةَ فِي عَظِيمِ نِطَاقِ

 

هَذَا يَقِينِي بِالْإِلَهِ سَطَرْتُهُ

أَسْمُو بِهِ عَنْ ظُلْمَةٍ وَنِفَاقِ

 

هَذَاكَ شَوْقُ الْمُخْبِتِينَ نَظَمْتُهُ

إِلْهَامُهُ مِنْ رَازِقٍ خَلَّاقِ

 

صَلَّى الْإِلَهُ عَلَى النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى

مَا لَاحَ نَبْضُ الشَّوْقِ فِي الْعُشَّاقِ

 

إِنْ جَاءَ أَحْمَدُ فِي ثَنَايَا أَحْرُفِي

صَاحَ الْفُؤَادُ بِلَوْعَةِ الْمُشْتَاقِ

تابعونا على فيس بوك

https://www.facebook.com/share/15oQAjsmqS/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى