كتب حنان محمد
غبار الحب
أقف اتتطلع من نافذة غرفتي التي تطل على البار الذي لا يخلو من اللاهين العابثين، إذ أرى الشباب كلا منهم يلهو مع ملهاته الليلية وكلهم سُكارى غائبين عن وعيهم يشربون أكوابًا من النبيذ
بلا أي تردد، يرقصون ويتمايلون على أصوات الموسيقى الصاخبة، إذ يلفت انتباهي كهلًا يجلس على مرقد مبتعدًا قليلًا عنهم، ظهرت على وجهه التجاعيد،
أمامه كاسات الخمر يشرب ويشرب، لا أعلم لما يفعل كل ذلك لكن تخطر ببالي إجابات متعددة مثل:- أثقُلت عليه متاعب الحياة وأرهقته كل هذا الحد ليلجأ لهذا المكان المُحرم المنبوذ
والذي يجعلك تتقيأ وتشعر بالإشمئزاز كلما نظرت له، أم الحب ؟!
وما دخل الحب يا صاح ؟! دعني أشرح لك، نعم أراه يُريد أن ينسى شيء ما،
أعتقد أن حبيبته قد توفاها الله وهو إلى الآن لم يستطع نسيانها، يلهو مع النساء ويرقص معهم وتعميه العلاقات المُحرمة لكن لن تستطيع واحدة منهن اغراءه أو تنسيته إياها،
هو يحاول لكن تالله لن ولم ينساها أبدًا وفي النهاية سيعود إلى بيته منكسرًا باكيًا يُقبل كل إنشٍ بصورتها ويتمنى عودتها ويندم على فعله لذلك لكن سيعود يفعل تلك الأشياء المشمئزة مرارًا وتكرارًا، ولن ييأس، أمتخيل أنت؟
الحب ياصديقي بإمكانه احيائك
الحب ياصديقي بأمكانه إحيائك أو موتك وأنت حي والقلب ليس عليه سلطان، لا تعرف لماذا أحب؟ ولماذا هذا الشخص؟ ومتى أحب؟
وأيضًا لا يمكنك ارغامه على الكره، أو نسيان من يحب، ولو أعتقدت إنك نسيته ستأتي أغنية لعينة تُذكرك به ثق بذلك، فلا ترهقه كثيرًا واريحه قليلًا، أما عن هذا الكهل فسيبقى كذلك حتى يذهب جثمانه بجانب حبيبته ويرتاح قلبه.”