شعر

حكايات شاى بالنعناع للشاعر باسم عطوه

كتب حنان محمد 

 

بطاطس
(عزيزي الكاتب احترس.. البطاطس تخرج من الزيت)
عارفين..
علاقات البشر السامة هي أكتر حاجة بحبها في الحياة..
لأن عمر ما السعادة ولا العلاقات السوية طلعت إبداع.. ولو حد كتب عنها هيكون الكلام (ماصخ) بلهجة أهلنا الصعايدة..

والقارئ لا يستهويه أبدا انه يقرا عن الفراشات الحائمة والعيون الحالمة والسعادة الدائمة والنهايات المتوائمة..

الشرور هي مصدر الإبداع..

والتعاسات هي منبع السرد..
والأزمات هي اللي بتخلى أي عمل روائي أو قصصي يتدرج من جيد إلى ممتاز..

راقب نفسك وانت بتقرأ أي رواية:

هتلاقي السرد ماشي بيك لحد منطقة معينة ممكن تقفل الكتاب وترميه عشان تحمر عليه بطاطس بعدين – دة لو انت غني ومعاك تجيب بطاطس وزيت –

لكن الكاتب الذكي عارف اللحظة دي.. فيقوم راميلك أزمة.. مشكلة.. ورطة.. بيقع فيها بطل أو أبطال الرواية فيقوم ساحب منك الدوبامين ومديهولك أدرينالين – كأنه صباع كفتة – ترفع ضغطك بيه – أو كما قال اللوا عبعاطي – ..

تقوم حضرتك تنسى الدنيا اللي حواليك كالمجاذيب وتنسى طعم البطاطس المحمرة وتكمل قراءة لحد ما الأزمة تتحل أو تتفاقم.. او تبقى غني

ايه اللي حصل في الأحداث خلاك تتشبث بالكتاب؟

 

التعاسة..

إحساس الكارثة اللي انت “مش” فيها..
الوضع المؤلم اللي غيرك فيه..
انت متخيل!!

والشعر هو أكتر حاجة بتاخد السوكسيه.. بدون تحيز والله.. بس ليه؟

 

لأنك عمرك ما هتلاقي قصيدة الناس تقف عليها وتدخل حيز تفضيلاتهم إلا لو كانت بتوصف ألم.. ومفيش تقريبا قصيدة بتوصف ألم وانتهت بنهاية سعيدة..

إذن فالقصائد في الحقيقة هي “لطميات” دائمة.. وهو المطلوب بلا زيادة ولا نقصان..

وأخواتنا البنات والسيدات بيحبوا أي حاجة تخلي عيونهم “طرمبة” دموع..

ولا أقصد الإهانة والله..

لكن هاتلي بقى أي قصيدة تانية مافيهاش الهم دة.. هتلاقيها مابتخرجش عن حاجتين:
– القصيدة الوطنية المعر…. احم.. المجيدة
– القصيدة الغنائية الهشك بشك..

دة حتى اكتر الأغاني الناجحة هي اللي فيها هجر وشروخ ودموع.. الخ

حتى أغاني المهرجانات – اللي هي تحوير ومزج مرعب بين الراب والحكايات الشعبية – فيها صراع ومعاناة.. وتلاقي مين بيتحدى مين.. ومين بيتخلى عن مين.. ومين بيخون مين.. وليلة كبيرة أوي سعادتك

الخلاصة التي لا لبس فيها –

من وجهة نظري الخاصة – ان لولا التعاسة ما أبدع المبدعون.. ولا أشعر الشعراء.. ولأكل كل الأغنياء البطاطس المحمرة على أوراق الكتب (الماصخة) الممتلئة بالسعادة والفراشات..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى