قصيدة (رجع الحنين) للشاعر اللواء إيهاب مصطفى.
كتب حنان محمد
رجع الحنين
كانت تراودنا الأماني علنا ..
نلقى الأحبة بعد طول غياب ..
غبتم .. و ما غاب الحنين إليكم ..
أو غاب عنا منزل الأحباب ..
في كل ركن كان رجع حديثكم ..
و بكل زاوية هناك جوابي ..
و بكل صوب كان ثمة شاهد ..
و بكل كأس كان شهد رضاب ..
كل الأواني و الكؤوس يلفها ..
عطر اليدين على فم الأكواب ..
لازلت أذكر رسم كل حصيرة ..
شهدت عليها صبوتي و شبابي ..
و على السلالم قد رميت حقيبتي ..
و على المقاعد قد تركت كتابي ..
و ملامح الأيام فوق أريكة ..
كانت عليها مأكلي و شرابي ..
غض صغير ثم شاب يافع ..
قد ضمه بيت بلا أبواب ..
حتى و لو بدت البيوت حجارة ..
ستظل تدرك لهجتي و خطابي ..
ستظل ملهمتي برغم سكونها ..
و يحفها صمتي و همس عتابي ..
و يهزها رجع الحنين بخاطري ..
و يهمها شوقي و طول عذابي ..
و نميرة لثم النخيل غديرها ..
و شجيرة ظمأى بجنب الباب ..
ما كنت أحسب أن سيذبل عودها ..
أو أنها ستموت يوم ذهابي ..
أهملتها .. حتى اشتكت أوراقها ..
و الآن هاأنذا أنا عقابي ..