مقال

المشروع الوطني للقراءة انطلاقة حضارية وإنسانية وفكرية لبناء أمة وعودة ريادتها

كتب: إيهاب زغلول

من منا ليس له في هذه الحياة مُعلم، يستفيد منه ويتعلم من تجاربه وأفكاره؟ من منا لايحيا بدون مثل يستوحي من القيمة، ويستلهم منه المنهج الذي يطبقة في عالم الحياه؟ إن كل إنسان يُعلم ويتعلم، يفيدُ ويستفيد، وبقدر مايرتضي الإنسان أن يتعلم ويستفيد، بقدر مايكون عطاؤه في أن يُعلم وأن يفيد وهكذا يستهدف المشروع الوطني للقراءة في خلق تفاعل حي ودائم بين الأجيال وتواصل معرفي وقيمي لتطوير الحياة وبناء مستقبل مشرق لطلابنا ومعلمينا في كل مكان وزمان…

فالمعرفة واحدة من أهم القضايا التي جذبت أنظار العلماء والمفكرين عبر عصورهم المختلفة، فهي أعلى وظيفة للإنسان في الوجود وبها يقف على الغاية من خلقة، وبها يفسر العلاقة بينه وبين الكون بجانب المعرفة الصحيحة لأمور الاعتقاد وقضايا الشريعة، إذ لايكون الدين بأركانه عقيدة وشريعة وسلوكاً إلاعن معرفة وتناولت المدارس الفكرية والمذاهب الفلسفية عبر العصور فلاسفة الأغريق ومفكري الإسلام ورجال الصوفية وسائل إدراكها هل بالحس؟ أم بالعقل؟ أم بالوحي؟ وهل هي فطرية ام مكتسبة؟ وقد عالج القرآن الكريم قضية المعرفة فرسم لنا طريقاً مستقيمًا موصلاً إلى الله تعالى بإعتباره غايتها المثلي وحذرنا من المزالق الخطرة التي تعترضنا في الطريق إليه وأرشدناإلي كيفية تجاوزها فقال تعالى( لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ).

وقد استطاعت الأمة العربية في عصور نهضتها أن تجعل من العالم القديم وحدة من التفكير والعقل والشعور، وأن الغرب مدين للعرب في القرون الوسطى بالمعرفة وشتي العلوم الحياتية والإنسانية والتي نقلت عبر عصور الترجمة إلى أوروبا لتحدث نهضتها بعد ظلام وجهل استمر لقرون عديدة، وكيف قدم الفلاسفة العرب مشروعاً إنسانياً بإحياء فلسفة الأغريق وتحويلها إلى علوم حقيقية فضلاً عن جهودهم الحضارية والعلمية وهكذا تمتد جهود المشروع الوطني للقراءة في تحقيق ريادة جديدة وعودة من جديد الي قراءة النصوص واستلهام الروح والقوة الدافعة نحو تطوير الذات والبناء المعرفي الذي يكون الشخصية القادرة على تحمل المسئولية والإبداع في الحقل التعليمي وكافة مناحي الحياة.

فالمشروع الوطني للقراءة هو مشروع إنساني لإحياء ريادة الأمة ومواكبة العصر بآليات جديدة مبنية على العلم والتفكير والإبداع من أجل استشراف مستقبل أفضل بإذن الله تعالى.. تحية للقائمين على هذا المشروع الرائد في سماء التعليم المصري والعربي… شاكرين جهودهم التنويرية لإحياء عقلية مصرية وعربية أكثر وعياً وإدراكاً بتحديات الكونية الجديدة، لتكون شخصية مؤهله لتطوير ذاتها ومجتمعها عبر الزمان والمكان.

تابعونا علي صفحة الفيس بوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى