شعر

نص (غدا سأشتري لعبة) للكاتب الكبير محمد صالح.

كتب حنان محمد 

 

غدا سأشتري لعبة

سأقف امام اللوح الكبير الذي يتكئ علي قفصين من الجريد
اللوح الذي يستند الي جدار الجامع، تحت شجرة التوت.
اللعب توأم الطفولة،

والطفل الذي بداخلي لم يزل يعشق اللعب.
اللعب التي كانت تجره امه من امامها باكيا
اللعب التي منى نفسه كثيراً بشرائها
اللعب التي لم يهدها اليه أحد، أو يقاسمه اللعب بها صديق .
الليالي التي نمت فيها باكيا

كنت أراني اركب الحصان خلف الفارس،
وأقود السيارة الحمراء علي جسر قريتنا المترب،
واحتضن العروس ذات الرداء الأزرق الشفاف،
وأرتدي حلة المايسترو، وأشير الي الجوقة بعصاي.
في الليالي التي نمت فيها باكيا كانت الكحة تمزق صدر أمي بعدما نفد الدواء،

وشح الطعام
أمي التي عاشت الحياة علي طراطيف أصابعها
كما عشتها علي طراطيف أحلامي
غدا سأشتري لعبة
سأقف بها على قبرها لنلعب معا،
وأعود لأنام باكيا في حضن صدرها الموجوع
وجلبابها الوحيد
وقسمة الحياة غير العادلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى