المجموعة القصصية”موعد مع السعادة”، للكاتبة أ. سهام علي أحمد، بعنوان:
شهادة علی موعد مع السعادة.
أسلوب السرد:
تنوع أسلوب الكاتبة بين استخدام [ضمير المتكلم] كما في قصة (مريم)، وقصة (الأمان في الأوهام) و[ضمير الغائب]… في غيرها.
وهذا من محاسن الكتابة، فالكاتب يحسُن أن يتنوع أسلوبه، ولايجمد علي حال.
معظم القصص في المجموعة ممزوجة بكفاح وتحدٍ للظروف القاسية ، وكلها كللت بالنجاح إلا قليلا ، وهذا فتح من الكاتبة لأبواب الأمل والرجاء .
… فمن منا لم يتأثر بقصة قرأها ، او تمثيلية رآها او سمعها ، او فيلم سنيمائي شاهده… فكثير من القصص هي علامات في حياتنا .
•• والقصة ماهي في الواقع الا موعظة غير مباشرة، وإن كان الوعظ المباشر داخل القصة غير مرغوب ولامطلوب، كأن يقول القاص مثلا ( وهذا جزاء من خان الأمانة ) ( وهذه نتيجة عقوق الوالدين )
د / وداد معروف [ لقد باع دراجته بثمن بخس، نظرات مجنونة ]
اللغة
—
( قصة الأمان في الأوهام)
استخدمت الكاتبة بعض الجمل بالعامية ، وهذا مسموح به لأنه أتي علي لسان الأشخاص ولم يأت علي لسان الراوي العليم .
قالت الكاتبة ( دموعه تملؤ الأرض ولاتكفي ) فيها مبالغة واضحةز
استطاعت الكاتبة أن تتوسط في لغتها ، فلم تستخدم اللغة الفصحي المتقعرة ، بل ابتعدت عن الالفاظ الوحشية والمهجورة ، ولم تستخدم الألفاظ المبتذلة الركيكة التي هي أقرب الي العامية .
في قصة (حلم مستعار )
(ولكن سِنة خجل كانت تلازمة)، اللغة لاتعرف سنة خجل ولكن سنة من النوم .
لمحات مجتمعية
( موعد مع السعادة)
الكاتبة تفاجئ القارئ بما هو غير مألوف في مجتمعنا أن تطلب المرأة الزواج بالرجل ..
علما بأن هذا جائز شرعا وهو أن تعرض المرأة نفسها للزواج بالرجل ( الصالح ) وليس الغني.
او يعرض الرجل ابنته زوجة للرجل الصالح
{ إني اريد أن أنكحك إحدي ابنتي هاتين ..}
وقد ذكرت الكاتبة في قصة [موعد مع السعادة] أن صاحب السعادة ( أحبته لأنه رجل خلوق)
ولكن البطلة عندها قدر غير قليل من الجرأة حيث بدأت الحوار بامساك يده .
••• معظم بطلات القصص شخصيات نسائية
[ مريم ..]
[ أنين ] والبطلة زهرة ..
[ندم والبطلة أنثي نورا ]
… [خداع المال والبطلة انثي] ريم …
[إنتصار ] وهو اسم البطلة… [حكاية زينب والبطلة أنثي] … الأستاذة…أنثي ]
[ بين الغصن والفرع .. والبطلة أنثي، نهال ]
[ ياروح الروح ] والبطلة بدر البدور .
فلاأدري اهذا تحيز للمرأة ، وهذا من حق الكاتبة ، ام هو سرد عفوي كيفما تواردت الخواطر .. الاجابة عند. الكاتبة .
ولكل كاتب مشربه ومأربه ، [فيوسف ادريس] مثلا تحدث في قصصه عن الشخصيات المهمشة في المجتمع ( العامل .. الأجير .. العاطل ..)
و[نجيب محفوظ] اقتلع الشخصيات من عمق الحارة الشعبية .
والكاتبة هنا في [موعد مع السعادة] معظم أبطالها شخصيات نسائية.
ميتافيزيقا
——
يوجد قصتان من عالم الميتافيزيقا ( ماوراء الطبيعة )
و هي قصة [ حلم مستعار ] وقصة [ الأمان في الأوهام ]
أمل ورجاء
——
معظم القصص في المجموعة ممزوجة بكفاح وتحدٍ للظروف القاسية ، وكلها كللت بالنجاح إلا قليلا ، وهذا فتح من الكاتبة لأبواب الأمل والرجاء ونقل هذه الروح للتأثير في المتلقي.
( قصة الأمان في الأوهام)
—————
استخدمت الكاتبة بعض الجمل بالعامية، وهذا مسموح به لأنه أتي علي لسان الأشخاص ولم يأت علي لسان الراوي العليم .
(موعد مع السعادة)
————
الكاتبة تفاجئ القارئ بما هو غير مألوف في مجتمعنا أن تطلب المرأة الزواج بالرجل ..
علما بأن هذا جائز شرعا وهو أن تعرض المرأة نفسها للزواج بالرجل ( الصالح ) وليس الغني .
او يعرض الرجل ابنته زوجة للرجل الصالح
{ إني اريد أن أنكحك إحدي ابنتي هاتين ..}
وقد ذكرت الكاتبة أن صاحب السعادة ( أحبته لأنه رجل خلوق )
ولكن عندها قدر غير قليل من الجرأة حيث بدأت الحوار بامساك يده .
••( وهي سعادة )، فبعد ان كان متخلفا عن دفع ايحار الشقة سيصبح زوجا لصاحبة البيت .
••• وجعلت الكاتبة هذا الأمر الشرعي المهجور في إطار قصصي شائق، وكأنها موعظة في إطار قصصي .
وهذا من براعة الكاتب في استدراج القارئ في إطار قصصي الي مايريد .
••• وكأن بطل القصة المعدِم الفقير كان علي موعد مع السعادة حينما جلس علي المقهي بغير موعد مضروب مع أحد .
(مريم)
—-
كان مطلوبا من الكاتبة أن تبرز لنا سبب عدم ارتباطهما خصوصا والعلاقة قديمة منذ الثانوي ثم الجامعة، خصوصا وهي ( مريم ) ذات صفات جميلة خلقا وخلقا ..
وهو يحبها، ويقول في اخر القصة مع (ضياع أحلامي مرة اخري) اذاً هناك ضياع للحلم مرة أولي لم تبرزه الكاتبة .
فلابد من وجود سبب معقول لعدم ارتباطه بها ( فقر .. سفر .. تعنت اسرتها .. رفض اسرته… الخ ) حتي تلتئم سلسلة السرد بالحلقة المفقودة هذه .
أرأيت كيف تقطعت الآمال بكلمة استعاضت بها الكاتبة عن طول الاستطراد ( قل: مدام ) .. وهذا من ذكاء الكاتبة وبراعة فن القصة القصيرة وهو الاستغناء عن الحكي والسرد الطويل بقليل الكلام .. وهنا كلمة واحدة ( مدام )
وقطعت الطريق امام العاشق الذي يريد تجاذب أطراف الوصال .
(أنين)
—-
١… أحسنت الكاتبة في اختيار اسم البطلة لصالح المضمون( زهرة ) وكأنها زهرة نامية حرمت من الماء والهواء وهما مقومات الحياة إلا قليلا .
٢.. تعالج الكاتبة قضية اجتماعية غاية قي الأهمية ، هي وضع البنات بين المطرقة والسندان ، او قل بين فكي الكماشة ، اعني بين القسوة المفرطة والتشدد الجافي وإفقاد الفتاة للثقة بنفسها ; وبين التراخي المطلق والقاء الحبل علي الغارب.
وفي قصتنا هده نحت الاسرة المنحي الأول فأفرطت فيه حتي كانت النتيجة هروب الفتاة الي غير رجعة .
٣.. تشير القصة أيضا إلي ضرب من الأزواج فقد القوامة المعتدلة، ولم يعد له كلمة مطلقة، كما قال فؤاد المهندس:
( يعني أنكسر كده سكّيتي، ماأقدرشي أقول كلمة ف بيتي ؟ )
••• كنت أتمني من الكاتبة أن تجعل زميلتها ثريا متروكا لها الحبل علي الغارب أيضا تفعل ماتشاء حينما تشاء وكيفما تشاء علي عكس زهرة، وتحاول الكاتبة أن تجد مسوغا ولو غير معقول لثريا في الهروب، ثم يهربان سويا لتتأكد الفكرة .. وهي سوء المنحيين في التربية (القسوة والتدليل ) .
وتكون النتيجة واحدة .
(خداع المال)
——–
… ضوء أحمر يراد به التحذير من الانخداع ببريق المال عند الزواج، والافتتان به صرف الأسرة عن السؤال عن طبائع واصل وأخلاق الخاطب، وقد قال صلي الله عليه وسلم:
[ إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ، إلا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفساد كبير ]
وليس من عظمت سيارته وطالت عمارته وثقل جيبه ..
••• وإذا انضم المال إلي الأخلاق فبها ونعمت، ولايكون المال هو المرئي الوحيد .
وقد قال الشاعر حافظ ابراهيم :
فالناس هذا حظه مال وذا علم وذاك مكارم الأخلاقِ
فالمال أن لم تدخره محصنا بالعلم كان نهاية الإملاق
والعلم إن لم تكتنفه شمائل تعليه كان مطية الإخفاق
لاتحسبنّ العلم ينفع وحده مالم يتوج ربه بخلاقِ
•• فالقاصة تلفتنا في القصة إلي هذا الخطأ الفادح الذي تقترفه بعض الأسر .
وكيف وصل الأمر بمريم إلي ذوق الأمرين ثم الضرب .
•• في القصة تحقق قوله ص ( لايلدغ المومن من جحر واحد مرتين ) فذهب الوالد ليسأل عن الخاطب في المرة الثانية بعد إهماله ذلك في المرة الأولي .
( قلب مشرق )
———
فيها رصد لهجرة الشباب بحثا عن سعة الرزق من البلاد الشرقية الي الغرب ، وبطل القصة تونسي والذي استضافه واحتواه مصري، فهي إشارة ضمنية إلي الأخوّة العربية ..
… وهي قصة محفزة
( محفزة ) لما وصل اليه المهاجر التونسي الي المال واليسار بعد طول معاناة وانتظار .
••• سلوكه الحسن كان دعوة صامته للاسلام ، اسلمت علي اثره الفتاة الفرنسية لما رأت فيه من هدي وصلاح وتزوجته .
.. ولذلك يقال [ حال رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل لرجل ]
•• مشهد أعجبني/ تقبيل الفتي أرض مطار بلده عند عودته إليها.
( إنتصار )
——-
ومازالت الكاتبة تخلع الأسماء المناسبة علي الأبطال لتعين القارئ علي تصور المراد. ففي قصتها ( إنتصار ) يأتي اسم البطلة موازيا لنتيجة القصة، وهو الإنتصار علي نوائب الدهر بعد الجلد والصبر وقوة التحمل .
••• وقولها في القصة
( ومع ذلك تماسكت كالعادة، لكنه الضني ياسادة) هذا أسلوب خطابي، وليس قصصيا .
( حكاية زينب )
١.. العروس
هو وصف يطلق علي الذكر والأنثي .. وليس العروس والعريس .. فكلاهما عروس.
… ويجوز ذلك في القصص خشية الإبهام وعدم الوضوح .
٢.. فيها تصوير الصدام بين الحضارة الشرقية الإسلامية المنضبطة بقيود الأخلاق والدين ، والحضارة الأمريكية او قل الغربية عموما المتحللة من قيود الدين والأخلاق .
••• وقد سبق الي مثله يحيا حقي في قصته ( قنديل أم هاشم ) وهي ايضا مقابلة بين حضارتين ولكنها عند يحيا حقي بين العلم ، وبين الجهل والتخلف .
فالمقارنة عند يحيا حقي في صالح الغرب
وهي عند ا. سهام أحمد في صالح الشرق .( لأنها بين الأخلاق والانحلال )
٣… فيها .. فجعت الزوجة في زوج جمع بين السوأتين ـ الانحلال الخلقي والقسوة المفرطة التي افضت الي الضرب .. وحماة تقر ابنها علي الانحلال والضرب مع انها شرقية الاصل ومسلمة .
٤… مشهد جمالي أعجبني:
( فجأة سقطت السماعة من يد زينب وتجمدت الدموع في عينيها وفقدت توازنها ، فقد جاءها الرد من الطرف الآخر : لقد سافر جمال الي أمريكا ولن تذهبي معه أبدا
[ فلاش باك قصير .. فيه تشويق للقارئ ، وعدم المباشرة في الطرح والسرد ]
٥… الغريب في القصة موقف حماتها الغير مبرر لماذا توافق إبنها فيما يفعل وتقهر زوجته!
٦… وهذا الزوج الشيطان ، وكأن بينه وبين الزوجة المسكينة ثأر بائت
( ونخلص من سلوك الزوج جمال وأمه أن السلوك الشائن قد لايبرر ولايسبب ، فلايسأل الكاتب لماذا جعلت هذا الشخص هكذا… فهناك مجرم بالفطرة ، ونذل بالفطرة وبخيل بالفطرة )( وهناك مجرم بالممارسة والبيئة. وبخيل بالممارسة… الخ )
٥ … القصة ( حكاية زينب )
طويلة نسبيا لذلك أطلب من الكاتبة أن تجعل من هذه القصة رواية بعد أن تغير اسمها وأسماء الشخصيات والاحداث ، وموضوع القصة خصب سوف تجد الكاتبة فيها من المادة الخام ماتصنع منها رواية طويلة جميلة .]
(كارت نجاة)
••• تقول ( تحلم كل ليلة بطوافها حول الكعبة بردائها الملائكي وطرحتها البيضاء )… ليس الابيض شرطا في احرام المرأة لكن هذا اللون عند الناس عنوان تفاؤل وارتياح.
وتقول الكاتبة: ( رجّعتهم خير وبركة مرجّعتهمش انا مسامحك )
هذا التعبير بالعامية جائز لأنه علي لسان احد الاشخاص… اما لو كان علي لسان الراوي العليم فلن يسمح به .
.. وقد استخدم يوسف ادريس كلمة ( ستي ) علي لسان بطلة قصته ( نظرة ) .
••• كان مناسبا أن يكون صاحب كارت النجاة إسمه ( فاتح ) وهو فاتحة خير فعلا وهو توفيق من الكاتبة.
(الأستاذة)
——-
لمسة وفاء بين التلميذة والاستاذة مفتقدة في هذا الزمان. تحاول الكاتبة إحياءها او علي الأقل بعثها من نومها ، في زمن امتهن فيه المعلم وتنكر لفضله ودوره .
(بين الغصن والفرع)
————
الطلاق نتيحة حتمية بين زوجين تفاوت السن بينهما تفاوتا كبيرا حتي وصل هذا التفاوت اقصاه ٢٥ عاما
•••الكاتبة تجيد استخدام الأساليب الموجهة الموحية بغرض المتكلم الأم تقول لابنتها (يانهال -عمو- عفت جاء يطلبك للزواج )
وفي ذلك :
١… تلميح للبنت بوجوب الرفض .
٢.. ربما كانت الام تريده زوجا لها وليس لبنتها زهذا ماحدث فعلا .. حيث قال البطل في آخر الرواية [ أريد ان أتزوجك انتِ ياأم نهال ]
٣… جميل استخدام هذا التعبير الشعبي الدارج الذي لم يعد له محل اليوم حيث كان يدل علی قوة شكيمة الزوج ( ومن اليوم الأول ذبح لها القطة )
٤.. نسيت الكاتبة او تناست ان أم نهال لاتحل ل( عفت ) وتحرم عليه حرمة مؤبدة فالقاعدة
[ العقد علي الأمهات يحرم البنات ، والدخول بالبنات يحرم الأمهات ]
فوجب علي الكاتبة ان تعالج هذه النقطة وتوضحها علي لسان أحد شخوص القصة ولتكن نهال فهي المتعلمة .
خلاصة
—–
11… المجموعة القصصية جيدة جدا باعتبارها باكورة أعمال الكاتبة فهي تبشر بقاصّة رائعة ، والمجموعة التالية ستكون حتما أروع وأحسن… ونحن في الانتظار .
•••••••••••••••••••••••
( بعض الأخطاء اللغوية )
ص
١.. لم يري. يرَ
٥.. من يقم بأمرهم ( يقوم)
٢٢ كل شباب القرية
( يتمنوها ) يتمنونه
( ليتسامروا) ليتسامرن
[ قلب مشرق ]
مرور ثلاث ( ليالي ) ليال
٣٢ أن زوجها وضع لها
( ضوابطا) ضوابطَ
٤٠ فقرأ ( أباها ) أبوها
٤٥ ويعيش معهم في نفس
البيت ( حماها ) حموها
فلم (تتواني ) تتوانَ
٥٥ لم يعد في قلب زينب
( شيئا )من الحب
شئٌ
٦١ ألمّ بهما (بهم )
٧٠ اشتري كل ..اشترِ
تابعونا على صفحة الفيس بوك.