ثقافةمقال

مقال “سفينة نيرودا..ومعني الوطن” للكاتب والإعلامي سيد موسي.

كتبت: حنان محمد .

سفينة نيرودا..ومعني الوطن.

في سنه 1939 جهز الشاعر الكبير بابلوا نيرودا لرحلة السفينة، وينبييغ وهي السفينة الأسطورية التي أبحرت من فرنسا إلي تشيلي حاملة علي متنها ألفي لاجيء أسباني كانوا قد فروا من نظام فرانكو القمعي.

إستنادا لهذا الحدث التاريخي الذي تقول إيزابيل الليندي: عليه أنها سمعت بها كانت في طفولتها في بيت جدتها تأتي هذه الرواية البديعة كما هو الحال مع كل كتابات ايزابيل البديعة والتي أدهشتني أيضا في روايتها ابنه الحظ .

تقول هي عن الرواية هذه رواية، ولكن الأحداث والشخصيات التاريخية حقيقية، شخوص الرواية متخيلون وقد استوحيتهم من أناس أعرفهم، وكان علي أن أتخيل قليلا جدا لأني عندما قمت بالبحث المستفيض.

وهو ما أفعله دائما في كل كتاباتي، وجدت نفسي أمام فائض من المعلومات، وهذه الرواية كتبت نفسها وكأنها أمليت علي .

هي رواية ممتعة وصعبة وزاخرة بالأحداث، وكالعادة من المستحيل أن تلخص لأنها لاتحكي حواديت، ولكنها تحكي فترة زمنية طويلة تبدأ من 1938 وحتي 1993تقريبا من أسبانيا قبل فرانكوا ثم النزوح إلي حدود فرنسا ثم الإنتقال إلي تشيلي، وتحولها إلي وطن، وفنزويلا وغيرها.

من الممكن أن تصنفها رواية النفس الواحد، ولكن مستحيل أن تتمها في نفس واحد، ولكن من الصعب أن تضع فترات زمنية طويلة بين مرة القراءة وأخري، معني الوطن، ومعني الحب وكيف تداوي جروحا بجروح جديدة.

فكرة الإنتقال الجغرافي وعلاقتها بالبشر، وهل يموت الناس بالاإتعاد عنهم، أم أنك تحملهم في جوانحك، هل النسيان موت، كيف جمع تاريخيا نيرودا بين كونه شاعر وتفاعله مع السياسة وصديقه سيلفادور الليندي .

كيف تقوم الثورات علي أكتاف الطبقات الدنيا والمتوسطة، ثم تتنكر لهم حين يعتلي الثوار سدة الحكم، الصراع التاريخي بين الحكم المدني والعسكري في أسبانيا وتشيلي وغيرها .

كيف يوظف الحكام مفهوم الديمقراطية لصالحهم ويمطونه مطا طويلا أو يختصرونه حسب رؤاهم لأهدافهم –كيف تلطخ الحكومات سمعة من يختلف ايدلوجيا معها كي تقتله معنويا قبل أن تصفي جسده.

كيف يمتلأ إنسان ما بالحب، وهو لايدري أنه يحب إلا حين يفارق جسديا من أحب، وماهو الحب، وكيف تعالج الغيرة التي وفقا للمثل الشيلي أشبه بلدغ البراغيث، وتعلوا عليها وتوظفها .

كيف تحولت تشيلي وكأنها تتكلم عن مصر ودول أخري إلي فرقاء لايمكن المصالحة بين أفراد شعبها، حتي صار من المستحيل التحدث مع أحد إلا إذا كان يحمل نفس توجهك الفكري.

في الرواية أراء ذاتية وأحداث تاريخية ومعرفة، ولكن في إطار من السرد الممتع، والجذاب وأعتقد أن الترجمة خادمة جدا فقد قرأتها بنسخة من دار الأداب ببيروت مترجمة بقلم المترجم العربي الجميل صالح علماني الذي رحل من عام.

بعد أن إنتهي من كتاب كبير أو رواية بديعة أسأل نفسي دائما سؤالا، هل يدري الكاتب كم السعادة والبهجة والمعرفة التي يحدثها في ألاف البشر وربما في كل الدنيا.

دون أن يخطط لذلك، وأتذكر دائما أبيات من شعر الشاعر الأردني إبراهيم نصر الله
الحصان الراكض في البرية.
هل يدري كم الفرحة التي أحدثها في الغبار؟

تابعونا على صفحة الفيس بوك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى