رواياتقصص

“سيسامنيس” رواية الأديب أحمد عبدالله إسماعيل مرآة للواقع العالمي المعاصر

كتب حنان محمد

سيسامنيس

النص حينما يزور مخيّلة المبدع الذي يوقن أنه من بين المختارين القلائل لحمل شرف قدسية الكلمة ، النور الذي تحتاجه روحه وأرواحنا جميعاً.
ذلك المبدعِ الحالم بما هو أكثر من مجرد أحرف وعبارات تصاغ على نحو صحيح ، بطريقة أسلوبية وبلاغية نحوية صحيحة، لا تغريه تلك الدوافع والميزات الممنوحة ؛ من شروط تحكيمية في جهة من الجهات ، مهما كانت متصلة بالمطامح الماديّة المتمثلة في الجوائز وبريقها الرنان، والمسابقات ؛ هنا تكون فكرة الخلود للنص التي ينبغي أن تظل أحد الدوافع للإبداع، وعندئذ يكون النص أحد ملاجيء المنظور الإنساني الذي يمنح النص أهم الميزات؛ الخُلود..
في عصرنا الحاضر نجد نصوصاً كثيرة مضطربة، لأن المبدع لم يحصل على الاطمئنان الكافي الذي يجعل للبرادايم موطنا في إبداعه – وهو مجموع ما لديه وما حصله من خبرات وثقافة ومعلومات ومكتسبات ومعتقدات – في إطار قُدسيّة الكلمة، راغبا أن تعيش روايته أو قصته أو قصيدته إلى الأبد. لا يستقطب قلمه مطمح مادي متمثل في الحصول على الشهرة أو الجوائز في المسابقات في قُطره أو في أي قُطر من أقطار العالم غير مكترث إلا لصوت الإبداع فلا يهز ثقته الإبداعية ناقد متحامل، قد سجن آراءه النقدية ، وأحكامه وفقًا لمنهج أدبي محدد أو لشروط سياسية معينة .
فالإبداع – في تصوري – أشبه بطائر ثمين ، اصطياده غير سهل ، لكنه يسهل إذا ما أيقظ المبدع داخله أنطولوجيا فكرة الخُلود للنص، هذا الطائر النوراني عند اصطياده ، لا نحبسه في قفص ؛ بل نترك له حرية الطيران والتحليق ، ليصبح الخطاب النصي طائر نور يهدي المتلقين طرقا مُضيئة ، تقود الحيارى من المحاصرين بالقلق لمبتغاهم ، متزوّدين بالحق والخير والجمال والحُب، والكفاح. فيستجيبون لمثل هذا النداء بالمحكية المصرية الشعبية من عمنا الشاعر صلاح جاهين للعندليب وكل ذي صوت بناء:
“يا عندليب ما تخافش من غنوتك
قُول شكوتك واحكي على بلوتك
الغنوة مش حتموّتك ، إنّما
كتم الغُنا هو اللي حيموّتك!
عجبي ”

وهذا هو ما دعانا إليه الخال الشاعر عبد الرحمن الأبنودي في قوله:

الضّي لو سِلِّم / أنا كنت أتعلّم
أطلع لِك أتكلّم /لو حتى حتألّم .

فطائر الضوء ، النص ، الإبداع هو السلم الذي يقود إلى التماسك الاجتماعي والإنساني ونماء التركيبة الذهنية والنفسية للإنسان في كل مكان .
وهذا ما يتلاقى ويتداخل مع عبارة مهمة للشاعر والكاتب الروائي العربي الأردني جلال برجس الذي أتشوق لقراءة نصه الروائي الفارق دفاتر الوراق ، يقول الأستاذ جلال برجس:
” إن أفضل الروايات هي التي تثير لديك الأسئلة والسعي نحو التأويل.”

كانت هذه مقدمة لازمة قبل تناولنا القرائي لرواية ” سيسامنيس ” للكاتب المصري أحمد عبد الله إسماعيل.
الرواية في تصوري تُعد عملاً أدبيًا واقعيًا يسلط الضوء على تعقيدات المجتمع المصري و الإنساني. تركز الرواية على شخصية بارزة تتداخل فيها عناصر الخير والشر، مما يعكس الصراعات الاجتماعية والسياسية. يُظهر الكاتب بأسلوب فني متقن كيف يتفاعل الأفراد مع قضايا العدالة والسلطة؛ مما يجعل الرواية مرآة للواقع العالمي المعاصر .

انضمت صفحات هذه الرواية إلى ما وصلني من كتابات وما اقتنيته ، من شهر تقريبًا، وكنت قد بدأت القراءة بعد قراءتي الجديدة لديوان “إيكاروس” للشاعر الكبير الدكتور علاء عبد الهادي رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر والأمين العام لاتحاد الكتاب العرب ، فقلت بيني وبين نفسي: أفضل النصان يثيران لدي الأسئلة والسعي نحو التأويل.”كما أن ثمة تماسا بين الوعي الروائي والشعري ، في إطار اجتهادنا في قراءة مفهوم البرادايم الراهن للإنسانية ، هذا التماس بين الوعي الروائي والشعري ، يمكن الاعتماد عليه في قراءة رؤية الإبداع العربي للعالم في هذين العقدين الأولين من بداية الألفية الثالثة ويمكن أن يعول عليه النقد الثقافي؛ إذ يعي جيدًا أن الرواية ليست حكاية للتسلية إنما مُساءلة حادة للواقع وللذات وما يحيط بها .
المرسلة السردية “سيسامنيس” للكاتب المصري أحمد عبدالله إسماعيل تكشف عن أن ثمة أزمة أخلاقية تتقاطع مع البنية الأخلاقية في مجتمعنا المصري العربي الشرقي الذي لا ينفصل عن العالم ، في عصر النت والانفتاح على الثقافات الأخرى التي تكاد تبتلع أهم ما يميز ضميرنا الشرقي برفقة القيم والأعراف التي يراد لها – فيما يبدو – أن تختفي في عواصف التحديات الراهنة، من بينها الاقتصاد والمعرفة والعلوم الرقمية في مجال الـ AI
وفي العمق من نص المرسلة السردية “سيسامنيس” تبدو محاولة لتقصي تاريخ أسئلة نعدها من أسئلة الوجود الكبرى:
الحياة، ، الموت، الحق ، العدل ، الحب ، الكراهية ..
لهذه الرواية ” سيسامنيس” تفرعات سردية جميلة (شخصية الرجل القانوني ماجد ، أحد حماة العدالة والمجتمع وحياته الشخصية، والعائلة ) تلتقي تلك التفرعات في مكان ما من النص لتعلن عن جوهر الفكرة في تلك السردية التي كُتبت بلغة هادئه تعتريها شعرية متوازنة، ووعي تشويقي غير مفتعل، وإيقاع وجداني يأخذ القارئ إلى تأملات إنسانية مهمة، وقدرة لافتة على تجسيد الشخصيات بحيث يتسنى للقارئ محاورتها وعيش حيواتها.
ذهب السارد أحمد عبد الله إسماعيل في روايته هذه أيضًا نحو الذات المُهشَّمة لدى عدد من الشخصيات، مقتفيا أثر بعض الأعطاب النفسية بجرأة احترمت ذائقة المتلقي.
” سيسامنيس” بوقفاتها الداخلية والمعلنة هي واحدة من الروايات الجميلة التي يمكن أن تقرأها في ليلة واحدة دون انقطاع؛ لدقة متونها السردية ، وحواراتها ، وتأملاتها، ووجدتني إثر انتهائي منها أطرح تساؤلًا: هل هناك بالفعل ذلك النموذج ؟
و إذا كان البارادايم Paradigm يشمل مجموع ما لدى الإنسان و ما كونه من خبرات ومعلومات ومكتسبات ومعتقدات وأنظمة وثقافة وأشياء مرت به في حياته. مهمة البارادايم هي رسم الحدود التي يسير داخلها الإنسان وتحديد تصرفه في المواقف المختلفة.
في نص” سيسامنيس ” يتجلى البارادايم الأخلاقي الشامل للعدالة الإنسانية أو ذلك الانطباع أو المنظور، أو المنطلق للرؤية والحكم التي شذت عنها هذه الشخصية التي نتأت عن هذا البرادايم .

النص يتشح بالواقعية التحليلية التي هي من أشد المذاهب الأدبية حيوية وأطولها عمراً، إذ إنها ولدت في منتصف القرن التاسع عشر. ومع هذا ظلت محافظة على قدرتها على التجدد والانبعاث وامتصاص ما في التجارب الأخرى من عناصر. ويعد الناقد الفرنسي جوستاف بلانش أول من استخدم مصطلح الواقعية في عام 1833، وحتى الآن نجدها تشكل جانباً كبيراً من روافد التشكيل الأساسي للإبداع الروائي بتصرفات دقيقة في إدارة الرموز المقنَّعة في النصوص .
إنني أجدني لا أخالف الكاتب الشاعر والروائي السوري البلجيكي هوشينك أوسي الرأي في أن الكتابة حين تتحول من هواية إلى مهنة واحتراف، فعلى الكاتب المحترف احترام مهنته، ومنحها المزيد من العناية والجهد.
كذلك القراءة، إذا انتقلت من طور الهواية إلى مستوى المهنة والاحتراف، فعلى القارئ المحترف احترام مهنته وإتقانها عبر بذل المزيد من الجدية والاجتهاد”
ويتساءل هوشينك أوسي: هل يمكن للقراءة أن تتحول إلى مهنة؟
ويجيب :نعم، وهذا منوط بالقارئ ومستويات التلقي لديه .
يعني؛ كاتب محترف + قارئ محترف
= شراكة ثقافية وأدبية ناجحة.”
من أجل ذلك تأتي هذه القراءة الفاحصة لنص وميضه جمالي خاطف دال مترع باقتدار على امتلاك ناصية اللغة العربية المعاصرة الرصينة .

العنونة في سيسامنيس:

اهتمت الدراسات النقدية الحديثة بدراسة العنوان باعتباره عتبة نصية مهمة، حيث يعد العنوان البوابة أو المدخل الذي يستطيع القارئ الدخول من خلاله إلى نصوص الديوان، فالعنوان للنص بمثابة الرأس للجسد فلا يمكن تجاوز العنوان إلى المتن دون التوقف أمامه؛ لأنه يمثل نقطة اتصال مهمة بين خارج النص وداخله، وقد التفتت هذه الدراسة إلى تعمق عنوان هذه الرواية سيسامنيس إذ يتداخل المنتوج القرائي مع أصداء قراءتنا التحليلية. والكشف عن دلالاتها فكان عنوان النص بمثابة مرآة تعكس الواقع بمعطياته التاريخية والاجتماعية والسياسية وما يمكن أن يصير إليه، أو ما يود النص تحققه ليسطع ضوء العدل في العالم.
بقراءة مبسطة في الإرث الأسطوري الإنساني نجد وفق لوحة سلخ القاضي سيسامنيس للرسام الهولندي جيرارد ديفيد Gerard David التي رسمها عام 1498. تجسد هذه اللوحة قصة سلخ قاضٍ فاسد يدعى سيسامنيس في زمن الملك الفارسي قمبيز الثاني. أدين القاضي بتلقي الرشوة والحكم بالباطل مقابل المال في قضية ما ؛ فأمر الملك باعتقاله وسلخه حياً وجعل جلده فرشة لكرسي القضاء الذي عين فيه ابنه خلفاً لأبيه ؛ فلم يحكم بالباطل ، ولَم يتلق الرشوة أبداً. وقد علقت هذه اللوحة في مبنى بلدية بروج البلجيكية لفترة طويلة حيث كان يقضى فيه بين المتخاصمين قبل أن تنقل الى متحف المدينة فيما بعد”
تعالج رواية (سيسامنيس ) الرموز المقنَّعة في كل مكان من هذا العالم؛ لتشكل أيقونة للإجرام بكل أشكاله عندما يكون القائم على العدل هو نفسه أصل الفساد والإثم، وهذا ما سنذكره بالتفصيل في الأسطر التالية .
ماجد/سيسامنيس تلك الشخصية التي لم تعرف يوما الحب النقي ولا العطاء الفطري بل” تقنَّعت بهما كستار لممارسة الرذيلة لصالح شيطان أعمى لا يرى إلا نفسه، ولا يتعاطى سوى الخديعة والمكر، متخذا من ذكائه ألعوبة إزاء الضعفاء ويرقص على أشلاء المهمشين بعد أن زاغت أبصارهم بوعوده الخادعة”، إن سيسامنيس هنا هو رجل القانون “ماجد ” الذي يكنز كل ثمين ويحتال بكل طريقة ليحصل على المزيد لصالح إمبراطورية العنكبوت التي صنعها أجداده، رغبة في المزيد من الجاه والثروة، لتزدان بهما أطماعه وأحلامه، فيكتشف في النهاية عبثيته وهشاشة بنيانه الذي أنشأه ليحمي نفسه أكثر فأكثر، وكأنه في حرب مستعرة بالجشع اللامحدود المتوغل في العالم من حوله، خان فيها الصديق والحبيب والوطن، متحديا كل الأعراف والأديان فسقط قناعه بعد أن اكتشف من قبل ضحاياه، فلا يجد بُدًّا من أن يصب براكين نيران انفعالاته وغضبه على ذاته، التي أرقته بأطماعها منتقما منها فتكون النهاية المحتومة ، وهو الذي عاش عمرا ميسور الحال غير شاك من فقر مادي، لكن الفقر الذي كان يعانيه هو فقر الضمير والروح والقلب.
نثمن جهد الكاتب الروائي الفذ أحمد عبد الله إسماعيل على سرديته المهمة “سيسامنيس ” التي استطاع فيها ببراعة في صياغة البرادايم الإنساني لتلك اللحظة من العالم حيث الصراع بين المكان و الزمان بين الخاص والعام، وبين العدل والظلم ، استطاع أن يوجد لذة النص البارتية – نسبة إلى رولان بارت – من خلال سرده المتصاعد المتأجج بالألم ، ولغته العربية الرصينة الرائعة التي امتلك ناصيتها باقتدار ، فالمفردات منتقاة بعناية، ولعل هذا ما تجلى في اختيار كلمة العنوان للنص الذي أحال القاريء إلى شخصية سيسامنيس أحد رموز دحر العدالة الانسانية فكان الجزاء أن احترق كما ورد في الأسطورة القديمة .
وهذا ما يجعلنا نقرأ النص في سياق إنساني عام ؛ فنحن إذ نتفق مع “تودوروف “على أن الأعمال الأدبية لا تنفصل عن العالم الخارجي ولا ينبغي – بنيويا – أن ينغلق النص على ذاته ، ولا ينبغي الاستغراق في شكلانية النصوص ولا المنهج الجمالي الذي يسير وفق نظرية الفن للفن ، فالفن ليس من أجل ذاته ، إنما هو من أجل إظهار الجمال بعيدا عن أي أيدولوجيا أو فكر أثناء الإبداع .
ولأن دراسة الأدب تعني دراسة الإنسان و علاقته مع نفسه وبالعالم وعلاقته بالآخرين .
ولأن الأدب حق وظلم، وخير وشر، وحب وكراهية، ومشاعر وأحاسيس، وتجارب ينقلها الكاتب بعد أن يكون قد تأملها وفكر فيها ليصوغها بعد كل هذه المراحل في نص سردي إبداعي؛ فإن السؤال الآن هو: هل الفقر هو الذي قاد ماجد لما آل إليه ؟
إن العلاقة ما بين الفقر و الأخلاق علاقة معقدة ، و قد تختلف حسب السياق و التجارب الفردية ، والمعروف أن الفرد عندما يواجه قيودا مادية فإنه قد يطور من مهاراته الشخصية لتبدو أكثر إبداعا.

لم يكن ماجد فقيراً ليكون هكذا ، ربما لو كان ذاق الفقر لما كان هكذا.
لأن الفقر ربما يعرض الأفراد لخوض تجارب و تحديات متنوعة وهذا قد يعزز من قدرتهم على التفكير و يدفعهم لإيجاد وسائل ابداعية وإنسانية و أخلاقية مبتكرة مثل التكيف مع الظروف الصعبة ، ولكن الفقر في الوقت نفسه ربما يعرض الشخص للتوتر و القلق و العقد النفسية وعدم الحصول على التعليم المناسب مما يعيقه عن أن يكون سويا .
لقد كان ماجد مفتقرا لما يفتقر إليه كبار العالم اليوم ، الذين نراهم يكيلون بمكيالين إذ ينتصرون للطغاة على حساب أصحاب الهشاشة الإنسانية، غير عابئين بأن تلك الروح غير العادلة ووقود يهلك النقاء والطهر والبراءة في هذا العالم .
إن سر الإبداع في هذا النص يمكن اكتشافه في ذلك التفاعل المعقد بين عوامل مختلفة ، قد صاغت شخصية ماجد .
وإذا كان الفقر قد يؤثر بالتأكيد على الشخصية في بعض الظروف ، إلا أنه لم يكن هو العامل الحاسم في صياغة جشع ماجد .
ماجد رمز لعالم برجماتي بلا قلب .
و من الواضح أن رمزيته تكشف عن الأشخاص الذين يعانون من فقر القيم وتلك ازمة من أزمات الحياة الحياة المعاصرة فهم مثل ماجد يبذلون جهدا أكبر لاستخدام عقولهم و تفكيرهم للحصول على ما هو ليس من حقهم فيصدرون المشكلات للعالم و هذا قد ساعدهم على برمجة عقولهم لتكون أكثر عدوانية وجشعا .

استطاع السارد أحمد عبد الله إسماعيل أن يعبر عن كل هذا بأسلوب غير مباشر وأن يجعلنا نترقب أحداث المرسلة السردية بشغف غير متقطع ، عاكسا باقتدار رؤيته للعالم من خلال رصد تداعيات واقع إنساني عالمي متهتك وقوده كل المجرمين الذين تمرغوا في وحل الزيف والخداع، رغبة في الثراء الفاحش ، على حساب الآخرين من ضحاياهم، والمكانة العالية على حساب البسطاء الأبرياء الضعفاء.
التاريخ ناقل أمين سيرسل صورتهم للأجيال اللاحقة من البشرية؛ فيظهرون وقد اقتاتوا على مجد زائف هو الوهم ذاته ، المجد الحقيقي لا يناله هؤلاء الطغاة الذين يكيلون بمكيالين، والشواهد والمشاهد بطغيانهم وقوتهم غير خفية على مسرح الأحداث الملتهبة شرقا وغربا شمالاً وجنوباً على خريطة العالم .

تابعونا علي صفحة الفيس بوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى