
واحة المنتهى
مرت شموش ، ومرقت أقمار ، وتعاظم القيظ بشمسه القريبة من الرءوس ، وعوت الرياح برملها الذي يصنع الدوامات الكبيرة و أعمدة الرمال ،وتكالبت عليّ الصعاب من كل جانب منذ وطأت قدماي هذه الأرض .
لقد واجهت كل ما اعترض طريقي باللين والحيلة تارة ، وبالعزم والجلد تارات ، بالحكمة مرات ، وبالحمق مرات ، كي أصنع تاريخا يستطيع أن يقول فيه من يخلفني : من هنا عبر، وترك أثر ، من هنا مر رجل حاملا واحته علي كتفيه ، وأحلامه بين جوارحه ، وشموسه وأقماره فوق رأسه ، شمر عن ساعديه ، ونفض عن رأسه غبار المألوف والمتفق عليه ، وشق لنفسه قناة خاصة رواها بدمه وعرقه ودموعه ، وأحلامه الطازجة ، لقد عكفت علي أغنيتي الخالصة ، كتبتها بمداد قلبي ، خلدتها بكل ما بداخلي من أحاسيس ، غنيتها في أوقات الألم والوجع فكانت بمثابة المخدر الواقي ، وفي أوقات الفرح لتكون الباعث علي الأمل وتجديد الطاقة ، لتكون شحنا اضافيا لمجابهة كل قادم ، ما أجمل أن تكون لك أغنيتك الخالصة
التي تنشع بها روحك ، وما أجمل أن تخلص للحنك المخالط لدمك ليتسق مع كل أقوالك وأفعالك .
كن انسانا لتحتوي الانسانية بين جنباتك ، فأنت لا تنزل البحر مرتين ، وليس أمامك الا طريقا واحدا ، فهذب خطواتك ورشدها ، تصل ، واختر لقدمك موضعها فانك ان أسلمتها لججا تضل ، واختر من أحلامك ما يوافق مقدرتك ، وما لا تتحطم طموحاتك علي ضخرتها ، فأول الحلم دهشة ، وآخره دهشة ، وانت بين دهشتين تسير .
تابعونا على صفحتنا الفيس بك