سنة 2024 وبالأخص في شهر يناير، وقعت أحداث القصة دي في قرية «أبو دشيشة» التابعة لمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، وكانت بطلتها بنت صغيرة عندها ١٥ سنة بس واسمها منة، بس خلينا نعرف شوية تفاصيل بسيطة في حياة منة عشان نعرف ايه اللي ممكن يوصلها انها ورغم سنها الصغير ده تعمل عمل شنيع ميخطرش على بالك.
منة كانت عايشة حياة طبيعية تماما مع أبوها وأمها خاصةً إنها كانت البنت الوحيدة ليهم، ويمكن تكون اتدلعت زيادة، أو يمكن يكون حرص أبوها وامها كان زايد عليها الله أعلم بالحقيقة، بس الواضح انها كانت طالعة غير سوية، خاصةً بعد وفاة أمها فجأة وبدون أي مقدمات، وبعد الوفاة والدفن وفترة الحزن ما مرت بدأ الأب يدور على زوجة تانية عشان يلبي احتياجاته ورغباته، وده اللي منقدرش نعترض عليه أو نقول عليه أمر غير مشروع، وفعلا يتزوج الأب للمرة التانية وتدخل الست البيت على الأب وبنته منة.
بس بعد الطلاق وعلى حسب كلام منة بدأت تقول ان أبوها اتغير تماما وبقا شخص عصبي ومبيتحملش أي ضغط أو كلمة من أي نوع، وبدأ يستخدم القسوة والخشونة في التعامل مع بنته في كل كبيرة وصغيرة، وعلى حسب كلامها انها قالت ان اليوم اللي كان بيعدي بدون ما اتضرب فيه بكون مستغربة جدا ومش مصدقة وحاسة إن أبويا فيه حاجة مش طبيعية، وتستمر الفترة العصيبة دي عشان تبدأ تدور على الحضن الحنين برة البيت، حد يواسيها ويطبطب عليها خاصةً بعد موت والدتها وتغير أبوها عليها، ويمكن دي أكبر غلطة ممكن تقع فيها أي بنت انها لما متلاقيش احتواء في البيت بسبب ظروف الحياة القاسية بتروح تدور عليه برة رغم انها بتكون على يقين ان الموضوع بيكون كارثي في النهاية.
وتلاقي في النهاية الحضن الحنين بيتمثل على شكل شاب صغير عنده 19 سنة اسمه محمد وبيشتغل على توك توك، منة مع الأيام بدأت تتعلق بمحمد يوم بعد يوم وتحكيله عن كل تفاصيل حياتها، وازاي هي مقهورة وعايشة حياة صعبة مع أبوها وبتضرب وتتهان ليل نهار وانها عايزة تتخلص من الجحيم ده بأي طريقة كانت، عشان محمد يقولها انه هيخلصها من الحياة دي وهيجي يطلب إيديها ويتجوزها.
وفعلا يتقدم محمد لوالد منة اللي كان مستغرب الموضوع وكان معترض على صغر سن الاتنين، بس بدأت منة تمارس عليه ضغوطات كتيرة عشان يوافق وهي في النهاية هتكون فترة خطوبة لا أكثر ولا أقل، وفي النهاية يوافق الأب وتتخطب منة لمحمد في حفل خطوبة صغير بين العائلتين، وبعد الخطوبة يبدأ الأب يحن من جديد للزواج عشان يقرر يتجوز للمرة التالتة، ورغم تخطيطه للموضوع كانت مرحلة العنف لسة مستمرة تجاه بنته اللي كانت يوميا بتكلم خطيبها وتشتكيله من قسوة الأب عليها وضربه ليها كل شوية، وطبعا ده مع شاب صغير كان بيخليه ينفعل وعايز يعيش دور الرجولة ويحمي البنت اللي بيحبها، عشان كدا كان القرار انهم يتجوزوا، واستقرت الفكرة في عقل الولد والبنت وراحوا عرضوها على الأب اللي استغرب جدا من الكلام.
البنت لسة عندها 15 سنة يعني أصلا متمتش السن القانوني، وهو لسة 19 سنة، ولما شافوا الرفض في كلامه عرضوا عليه الزواج بطريقة غير شرعية، انهم يكتبوا قسيمة عرفي لحد ما تتم السن القانوني وبعدها يخلوا جوازهم شرعي، وطبعا الكلام ده معجبش الأب وانفعل عليهم أكتر وأكتر، وفي النهاية رفض الموضوع قلبا وقالبا.
عشان كدا بدأ التفكير الشيطاني بينهم عشان يجبروا الأب انه يوافق على جوازهم بأي طريقة كانت، وأول فكرة حضرت في ذهنهم هي انهم يتجوزوا ويهربوا مع بعض زي ما بيحصل في الأفلام، بس محمد قالها انا يادوب سواق توكتوك والظروف معايا بايظة خالص، وهنا شيطانها خلاها تفكر في حل المشكلة دي في أسرع وقت، وبما انها عارفة أبوها بيحوش فلوسه فين فراحت سرقت أبوها وبالأخص المبلغ اللي كان 24 الف جنيه وراحت ادتهم لمحمد، بس بعد تفكير بدأ الخوف يراودها، لان أبوها لو اكتشفت سرقتها ممكن يتخلص منها تماما، ده في العادي بيضربها أمال لو عرف انها سرقته هيعمل فيها ايه، عشان كدا مشيت بمبدأ (نتغدى بيه قبل ما يتعشى بينا) بدل ما هو ما يكتشف سرقتي ويقتلني لا أنا اللي هقتله، وبدأت تعرض الفكرة على محمد بل ويرسموا الخطة لده كمان، كل ده طالع من بنت عندها 15 سنة بس للأسف.
بل وقالت لمحمد انها هتتكفل وتجيب سلاح الجريمة (سكينة) والحبل والملاية، وكملوا الخطة مع بعض، وهنا يتصل محمد بحماه والد منة ويقوله ان التوك توك عطلان وفيه مشكلة في الكهربا، وبما إن الأب فني الكترونيات وبيفهم في الأعطال دي اتحرك بكل ثقة عشان يساعد الشاب الصغير خطيب بنته.
وصل الجراج اللي بيتحط فيه التوك توك وقفلوا الباب كويس وبدأ الأب يدور على المشكلة عشان يتفاجئ بأربع طعنات جايين من ضهره خلوه يقع في الأرض بدون ولا حركة، وخرج محمد وسابه لحد ما دمه يتصفى بالكامل ويموت تماما، بعدها رجع بالليل بعد ما تأكد ان دمه اتصفى ولفه في الملاية وربطه بالحبال وحطه جوة التوك توك وانطلق بعيد عن المكان مسافة بعيدة وفي النهاية رمى الجثة في الترعة ورجع ولا كأن فيه أي حاجة.
ويغيب الأب عن البيت يوم كامل وأخوه يقلب عليه الدنيا، التليفون مقفول، بنته متعرفش عنه حاجة، لحد ما تظهر الجثة بعدها ويشوفها الأهالي ويخرجوها، ومن بين الناس يطلع شخص عارف صاحب الجثة ويتصل على ابن عمه ويقوله ابن عمك مقتول ومرمي في الترعة،وتحضر الشرطة وتبدأ سلسلة من التحقيقات واللي كان لأول وهلة جريمة معقدة بسبب ان الجثة مرمية في مكان مقطوع وبعيد، بس بدأ الشك يروح ناحية البنت لما اتفتش موبايلها ولقوها حاذفة كل المحادثات بينها وبين خطيبها.
فين الكلام الغرامي والضحك والهزار بين اتنين اتحدوا الأب واتخطبوا بالعافية، وبعد استرجاع المحادثات يتفاجئ رجال الشرطة بمحادثات ورسايل تفصيلية وهما بيتفقوا على الجريمة، ومحادثات وهو بيشرحلها عمل ايه، وقتله ولا لسة، ورماه ولا لسة، واعترف الا تنين بعملتهم في النهاية، الفعلة اللي اتسببت في صدمة كبيرة على مستوى المركز والمحافظة ويمكن في مصر كلها الفترة الجاية.
ولو عاوز أو عاوزة تطلعوا بنصيحة واحدة من الكارثة اللي حصلت دي فلازم للأسف نفهم ان السن الصغير دلوقتي مبقوش أطفال زي زمان لا وبيفهموا كل حاجة ويخططوا زي الشياطين، وانه مش مبرر اطلاقا لأي بنت مهما حصل فيها في بيت أبوها انها تعصي ربنا وتروح لعلاقة مع شاب ممكن تاخدها ناحية الموت، أبوكي مهما عمل هيفضل السند والجبل اللي بتتسندي عليه في الدنيا، ومحدش هيكون حنين وقلبه عليكي مهما حصل غير أبوكي، أما الرسالة اللي هيستوعبها أي أب انك حاول بقدر الامكان رغم اني عارف انك مطحون في الدنيا وفي شغلك انك تخلي من وقتك ولو دقايق لأولادك، تناشهم، تتكلم معاهم وتشوف أفكارهم واصلة لحد فين، ربنا يسترها علينا وعلى أهالينا.
تابعونا علي صفحة الفيس بوك