خطة البحث
اولا : مازالت مشكلة تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم تؤرق كثيرا من الشعوب الإسلامية . وخاصة في مصرنا الغالية . بعد ان طغي الفكر المتشدد والدخيل ليس علي مصر فقط بل علي كل الدول الإسلامية .
ورغم ان القران الكريم والسنة الشريفة قد أبدعت وبينت ووضحت هذا الامر جليا وبصورة واضحة للجميع . فاستعنت بالله تعالي وجمعت بعض الأدلة من القران الكريم والسنة الشريفة الصحيحة . والجميل انني قد وجدت ادلة كثيرة جدا تفوق الحصر . ولكنني اختصرت علي بعض الأدلة مخافة الاطالة وكي لا يمل القارئ . وجمعت أكثر من خمسة عشر دليلا .
ثانيا . فقد وضعت بحمد الله تعالي كل دليل بترتيبه مع ما يستق وروح البحث فقد تجد دليل من القران ثم دليل من السنة ثم من القران . ووضحت بعض معاني الادلة علي قدر الاستطاعة ليفهمها الرجل البسيط . ثم . زيلت كل دليل مرجعه ومصدره من الكتاب والسنة او والمراجع. خلفه مباشره . لكي لا يتشتت القارئ هنا وهناك في البحث عن المصدر. ثم زيلت البحث بالخلاصة . أو نتائج البحث او ما نتج عن البحث .
فنقول وبالله التوفيق.
اولا – الله سبحانه وتعالي قد وضع دستورا عظيما في العلاقة بين المسلمين وغيرهم في القران الكريم في آيتين من سورة الممتحنة، وقد نزلت في شأن المشركين الوثنيين، فقال تعالى: لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ .8 . إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ .الممتحنة.9.فمن هنا نفهم التفريق الرباني بين المُسالم للمسلمين و المُحارب للمسلمين .
فالمسالمون للمسلمين شرعت الآية الكريمة برهم والاقساط إليهم . والقسط يعني . العدل مع السماحة .
وفي الآية الكريمة البر يعني: الإحسان والفضل، والبر أعلي من العدل .
والفرق بين البر والعدل:
أن العدل تأخذ حقك . مع عدم مراعات ظروف الآخر .
و القسط : أن تعطي الشخص حقه لا تنقص منه شيئا مع مراعات ظروف الاخر .
و جمال البر : أن تزيده على حقه فضلا وإحسانا وحبا – وان جار البار علي نفسه – ولا يتطلب من الاخر جزاء ولا شكورا .
وأما الآخرون الذين نهت الآية الأخرى عن موالاتهم، فهم الغير مُسالمون . والذين عادوا المُسلمين وقاتلوهم، وأخرجوهم من أوطانهم بغير حق، من اجل ان قالوا : لا اله الا الله ، كما فعلت قريش ومشركو مكة مع الرسول صلي الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم .
وقد اختار القرآن للتعامل مع المُسالمين كلمة . البر . حين قال: .أن تبروهم. وهي الكلمة المستخدمة في أعظم حق على الإنسان بعد حق الله تعالى، وهو . بر الوالدين..
ثانيا – وتتأكد مشروعية تهنئة القوم بهذه المناسبة المُسالِمون الذين يُبادرون ويُسرون بتهنئة المسلم بأعياده الإسلامية، فقد أمرنا الله أن نجازي الحسنة بالحسنة، وأن نرد التحية بأحسن منها، أو بمثلها على الأقل، كما قال تعالى: وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا . النساء 86 .
ثالثا – ومن الادلة في الصحيحين . عن أسماء بنت أبي بكر أنها جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن أمي قدمت علي وهي مشركة، وهي راغبة – أي في ان اصلها والإهداء إليها – أفاصلها ؟ قال صلي الله عليه وسلم : صلي أمك. هذا وهي مشركة ، ومعلوم أن موقف الإسلام من أهل الكتاب أخف من موقفه من المشركين الوثنيين . فوجبت الصلة والمودة لمن يشاركوننا الوطن الغالي مصرنا الغالية .
رابعا – وايضا كما قال تعالى في سورة المائدة: ” الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ . المائدة :.5.
فالحق سبحانه وتعالي أوجب أن يُطعَم الانسان مع الانسان بطعام واحد .
ومشاركة الطعام من اعظم النعم التي تجلب الامن والامان و المودة والرحمة والبر بين الجميع . فما بالك بالتهاني التي هي اقل من الطعام .
أليس من الطبيعي ان تكون واجبة بدون نقاش كما ستعلمنا الشريعة الاسلامية كيفية التعامل مع اهل الكتاب ممن يشاركوننا العيش في الوطن والدفاع عنه والسكن في الاحياء والعمارات والمستشفيات و العمل .والمواصلات . بل . و في المنزل . وفي الحجرة الواحدة . كما سنعرف من الزواج من اهل الكتاب. أيكون كل هذا ولا يبادله تهنئته بأفراحه وسعادته ……! فما بالنا بان الذي أمر بالمشاركة بالتهنئة والاطعام والزواج هو الله تعالي ..
خامسا – وقد وثق الله في كتابة الكريم هذا . قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً الروم:21 .
فأي سكن واي مودة واي رحمة بين الزوج وزوجته الكتابية . دون ان يشاركها هذه الاوامر الالهية . نسال الله الهداية لنا جميعا .
سادسا – وقد عظم الله علاقة الأزواج بعضهم ببعض فقال تعالي: هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ .البقرة :187 . وهل بعد قول الله تعالي دليل . لمن ارادوا ان يحتجوا بالدليل . نقول لهم هذه الأدلة من كتاب الله تعالي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . وهذه ايضا ادلة من السنة الشريف الصحيحة .. هدانا الله واياكم
سابعا – ومن الادلة قوله تعالي : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا . الفرقان :54 . فأي جمال بعد هذ الجمال . وقد أمر الرسول بالوصية باهل مصرنا الغالية لان لهم فيها صهرا ورحما ونسبا من اجل امنا مارية القبطية ام المؤمنين رضي الله عنها . وامنا هاجر عليها السلام ام سيدنا اسماعيل عليه السلام . فقد راعي الاسلام صلة الرحم منذ الف عام واكثر وحث عليها فأي خُلق بعد هذا الخُلق العظيم .
وسبحانه القائل في كتابه الكريم :وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ .الأنفال:75 .
ثامنا – وقال تعالى .إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى .النحل:91 .
وهذا الامر الالهي عام يراد به كل البشر لكي تُظهر الشريعة الاسلامية جمال اخلاقها بين كل الشرائع التي اصبها التحريف والتجريف .-
… الذي نستعيذ بالله منه أن يصيبنا – فبالتالي نلوث به شريعتنا الحنفية السمحة والوسطية المعتدلة . اللهم ارزقنا حسن مكارم الاخلاق وأولادنا وجميع المسلمين والمسلمات في كل مكان . كما رزقت سيدنا النبي محمد صلي الله عليه وسلم . الخُلق العظيم . يا رب العالمين
تاسعا – كما حث النبي صلى الله عليه وسلم على .الرفق . في التعامل مع غير المسلمين، وحذر من . العنف والخشونة في ذلك. ولما دخل بعض اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم، ولووا ألسنتهم بالتحية، وقالوا: – السام – عليك يا محمد، ومعنى – السام – الهلاك والموت .، وسمعتهم السيدة عائشة ام المؤمنين ، فقالت: وعليكم السام واللعنة يا أعداء الله، فلامها سيدنا النبي – صلى الله عليه وسلم – صاحب الخلق العظيم على ذلك، فقالت : ألم تسمع ما قالوا يا رسول الله ؟ فقال : سمعت، وقلت: وعليكم – يعني الموت يجري عليكم كما يجري عليّ – يا عائشة : ان الله يحب الرفق في الأمر كله . رواه البخاري ومسلم. وقال ايضا في الحديث لا يكون الرفق في شيء الا زانه . رواه مسلم
من هنا نعرف ان حُسن الرد من الايمان . فقال تعالي وقولوا للناس حسناً . البقرة : 83 .اي القول الحسن لكل البشر ولم يقل قولوا للمسلمين فقط . فالقول الحسن يشمل الكل من اهل الاديان و من غيرهم من البشر أياً كانت معتقداتهم .
عاشرا – ولا يليق بالمسلم أن يكون أقل كرما، وأدنى حظا في حُسن الخلق من غيره، والمفروض أن يكون المسلم هو الأوفر حظا ، والأكمل خلقا . كما جاء في الحديث :أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا . وكما قال عليه الصلاة والسلام: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق . وفي اخبار مكة للفاكهي . إن الله تبارك وتعالى زين الإسلام بالسخاء وحسن الخلق .
الحادي عشر – وفيه ايضا : – وببعض التصرف – وقد روي أن رجلا نصراني:
قال لابن عباس : السلام عليكم،
فقال ابن عباس: وعليكم السلام ورحمة الله.
فقال بعض أصحابه: تقول له: ورحمة الله ؟
فقال: أو ليس في رحمة الله ان يعش مثل هذا النصراني وأهله . إذا أردنا أن ندعوهم إلى الإسلام ونقربهم إليه، ونحبب إليهم الاسلام و المسلمين، فهذا لا يتأتى بالتجافي بيننا وبينهم- انتهي كلام ابن عباس رضي الله عنه.
والان وللأسف الشديد أصبح المسلمين بقلة فهمهم وفقههم لكتاب الله تعالي وسنة نبيه عليه السلام . هم من يشوهون الاسلام . ويُجرفوه من الاخلاق الحميدة والحسنة والمُسامحة . وألصقوا به الغلظة والقسوة والعنف والجفاء و الغباء . حتي اصبح الاسلام يُدعي في الغرب بالإسلام فوبيا . ومعني فوبيا – الخوف المرضي او الارهاب من الاسلام – بدل الاسلام السمح الحنيف .
الثاني عشر – هذا وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، حَسن الخُلق، كريم العشرة، مع المشركين من قريش، طوال العهد المكي، مع إيذائهم له، وتكالبهم عليه، وعلى أصحابه. حتى أنهم – لثقتهم به عليه الصلاة والسلام- كانوا يُوْدِعون عنده ودائعهم التي يخافون عليها، حتى أنه صلى الله عليه وسلم، حين هاجر إلى المدينة، ترك عليا رضي الله عنه، وأمره برد الودائع إلى أصحابها.. فالرسول صلي الله وسلم . علما ان الامانة و حسن الخلق . حتي مع أعدائنا. ولذلك وصفه الله تعالي بانه علي خلق عظيم .
الثالث عشر – و أيضا من حُسن مكارم الاخلاق ان يكون المُسلم كالشامة – أي علامة – بين الناس . لأنه عنوان الاسلام في كل مكان . فلا يكون فاحشا ولا متفحشا . ولا بذيئا. مع الاهل الاسلام وغيرهم .فسالوا أَبُو الدَّرْدَاءِ : -رضي الله عنه – عن كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلَا تَضُرُّكَ. فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ : ” إِنَّكُمْ قَادِمُونَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ، فَأَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ، وَأَصْلِحُوا لِبَاسَكُمْ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلَا التَّفَحُّشَ . وفي رواية اخري حتي تكونوا كالشامة بين الناس . رواه أحمد والترمذي وأبو داود..
فالمسلم الحق هو ان يكون صَادقا و حَسنا في كل أخلاقة و معاملاته . فالتجار المسلمين هم من نشر الاسلام في بلاد الهند والصين . بحسن أخلاقهم وصدقهم في معاملاتهم .
الرابع عشر – ومن الادلة ايضا قوله تعالي : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ. سورة إبراهيم الآية. 5 . فالتذكير بأيام الله تعالي من اعظم النعم لأن التذكير يُحفز الايمان وينفع المؤمنين . كما قال تعالي : وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ . الذاريات55. والمؤمن ارقي عند الله من المسلم .والمؤمن يتحدث بنعم الله ولا ينكرها لصفاء قلبه .والقلب الصافي . يقذف الله فيه نوره العظيم . فقال تعالي . وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ .40. النور . ومن كانت هذه حاله من النور فانه يحدث بنعم الله ولا ينكرها . فقال تعالي : وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ .11.
والتحدث بالنعم من أخلاق أتباع سيدنا النبي صلي الله عليه من المؤمنين والمسلمين . اما بني اسرائيل ربنا أمرهم بتذكر النعم فأبو وأمرهم بالرهبة والخوف منه فأبو أيضا فقال تعالي : يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) البقرة .
فلا ذكروا نعمة ولا أوفوا بعهد ولا خافوا من الله .ولا تناهوا عن منكر فعلوه فحاقت عليهم اللعنة من أنبيائهم . والعياذ بالله تعالي .
فقال تعالي : لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ .المائدة:78 .
عافانا الله تعالي والمسلمين في كل مكان وأردنا الله جميعا الي الحق المبين .ووحد كلمتا الي الحق والي الطريق المستقيم ورزقنا حُسن الفهم وحُسن التفكير يا رب العالمين ونصرنا علي اعدائنا واعداء الله في كل وقت وحين يا رب يا رب يا رب
الخامس عشر – وأيضا عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم : في صوم يوم عاشوراء صوموه وصوموا قبله يوما أو بعده يوما ولا تتشبهوا باليهود .
ومن اجل ذلك الرسول لما هاجر الي المدينة وجدهم يصومون . تذكيرا وتعظيما لمعجزة انفلاق البحر وقد ذكرها القران فقال تعالي : فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ، وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ، وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ، ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ . وهي نجاة سيدنا موسي وجيشة من الغرق . فأقر النبي عليه السلام بالمعجزة والاحتفاء بها ولم ينكرها عليهم ولكنه امر بزيادة الاحتفاء بيوم قبلة ويوم بعده . والمخالفة هنا اقرار و زيادة . وليس بالإنكار والتكفير . فلنتبه لفعل وقول النبي صلي الله عليه وسلم . وأمر بالمشاركة في الاحتفاء وتعظيم النعمة طالما ذكرة في كتاب الله تعالي .
وكذلك نعمة الشمس والقمر والنجوم للعدّ والحساب .
فقال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ . يونس 5 .
وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ . الاسراء .12.
ومن هنا وجب الاعتراف بالنعم والاحتفاء بها اعظاما واجلالا وتقديرا للمنعم وهو الله تعالي . والمُعترف بالنعم مؤمن . والمؤمن يُشارك الجميع فرحَهم وسُروهم بالاحْتِفاء بآيات الله الكونية العظيمة .
السادس عشر – عَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ، قَالَ : قدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمَدِينَة وَلَهُم يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فيهمَا ، فَقَالَ : مَا هَذَانِ اليومان ؟ قَالُوا : كُنَّا نلعب فيهمَا فِي الْجَاهِلِيَّة . فَقَالَ : إِن الله عَزَّ وَجَلَّ قد أبدلكم بهما خيرا مِنْهُمَا : يَوْم الْأَضْحَى ، وَيَوْم الْفطر . رَوَاهُ أَبُو دَاوُد ، وَالنَّسَائِيّ وَغَيرهمَا بأسانيد صَحِيحَة .
ووجب هنا ان نبين بان هذا الحديث كان في بداية الهجرة .
والمشركون لم يعترفوا ولم يحتفلوا بنعم الله بل كانوا يحتفلون.. بعبادة الشمس والقمر ويسجدون لهما .. قال تعالي وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ .37. فصلت .
وكانوا يحتفلون بعيد النيروز . وعيد المهرجان او المُهركان . وهي أعياد لتتبع الكواكب مع الشمس . التي تدعي الان الابراج . وهي الاثني عشر برجا . من الحمل والثور والسرطان والجدى وووووالخ .
اما وقد جاء الاسلام وعرفنا انها من النعم الالهية أي الشمس والنجوم والكواكب . فوجب الاحتفاء بالنعم الالهية اعظاما واجلالا وتقديرا لله تعالي . ولأنها ذكرت في القران الكريم .واعترفت بيها الشريعة . وعدلتها .وارجعتها الي اصلها الثابت عند الله تعالي . فقال تعالي : إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ . التوبة .36 .
السابع عشر – وفي تفسير .البحر المديد: لابن عجيبة . وبتصرف بسيط :
قال تعالي: ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنّا نصارى ، أي للِين جانبهم ، ورقة قُلوبهم ، وقِلة حرصهم على الدنيا بالنسبة لليهود ، وكثرة اهتمامهم بالعلم والعمل ، وإليه أشار بقوله : ذلك بأن منهم قسيسين ومعني قسيسين . أي : علماء ، ومن جملة عِلمهم : علمُهم بوصاية عيسى بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ورهبانًا . أي : عبادًا ، . وأنهم لا يستكبرون . عن قبول الحق إذا عرفوه ، بخلاف اليهود ؛ لكثرة جحودهم ، وفيه دليل على أن التواضع والإقبال على العلم والعمل محمود ، وقال تعالي : وإذا سمعوا ما أُنزل إلى الرسول – محمد صلى الله عليه وسلم – ترى أعينهم تفيض من الدمع ؛ من البكاء ، جعل أعينهم من فرط البكاء كأنها تفيض بأنفسها ، وإنما يفيض دمعها ، وذلك . مما عرفوا من الحق . حين سمعوه ، أو من بعض الحق ، فما بالك لو عرفوا كله؟ يقولون ربنا آمنا . بذلك ، أو بمحمد صلى الله عليه وسلم ؛ . فاكتبنا مع الشاهدين . بأنه حق ، أو بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، أو من أمته الذين هم شهداء على الأمم.
الثامن عشر- وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً. البقرة:143.
وكيف يقبل الله تعالي . شهادتنا علي الناس ونحن بلا أخلاق أو بأخلاق سيئة ؟
فلابد لنا كمسلمين أن نقتدي بأخلاق سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم كي يقبل الله اسلامنا وشهادتنا علي الناس وليس فقط علي المسلمين . بل علي كل الناس . وهذا لا لشيء الا لعظم اخلاقنا .. وأخلاق سيدنا النبي عليه السلام القائل : إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ . وفي رواية وصالح الاخلاق . جامع الاحاديث . للسيوطي
والخلاصة مما تقدم من الأدلة :
وجب علينا تهنئة شركاء الوطن ومبادلتهم فرحَهم وسُرورهم .اذا كنا مُسلمين مُتبعين لسيدنا النبي حقا .ومن يري غير ذلك فليراجع نفسة علي الاقل اخلاقيا ..
فكل عام وانتم بخير شعب مصر العظيم والمبارك بقطبية المسلم والمسيحي بمناسبة العيدان المباركان اولا عيد ميلاد سيدنا عيسي عليه وعلي نبينا الصلاة والسلام
وثانيا عيد هلال شهر رجب المعظم والمحرم . كل عام و شعب مصر في مودة ومحبة ووحدة ونصر وتقدم وسخاء ورخاء علي الدوام يا رب العالمين .
والله تعالي اعلا واعلم .
وأخيرا
فان كان في هذا البحث خير فمن الله تعالي وتوفيقه . وان كان غير ذلك فمن نفسي ومن الشيطان .
كتبه الباحث
محمود عبد السميع حشاد
امام وخطيب ومدرس
علي المعاش
بحث خاص لموقع نبض العاصمة
وكل عام وحضرتك بخير . دكتورنا العزير. محمد باشا وهبة
تابعونا علي صفحة الفيس بوك