قصة قصيرة”بسمة رضا” للكاتبة حنان مرسي.

تحت شجرة وارفة الظلال تحتضن ثلاث شجرات بجوارها
جلست تفرك أصابعها وأمامها علب الحلوي والبسكويت،
سيدة في خريف العمر حفر الزمن آثاره على وجهها وضعت يدها على خدها تنتظر رزقها إبتسامتها الرقيقة للجالسين حولها تنم عن طيبة الزمن الجميل،
طال وقتها في الانتظار ففتحت باكو بسكويت وأكلته وظلت تفرك أصابعها مرة أخرى ووضعتها على خدها،
نظرتها الشارة توحي بالحيرة!!
سيدة في هذا العمر فيما تفكر كل هذا التفكير العميق؟
ساعات طوال مرت بي وانا اراقبها،،
ربما عادت بالذاكرة إلى تلك الحجرة الضيقة في بئر السلم والتي تحملت سبعة أفواه دون كلل او ملل والحياة البسيطة ونفس صندوق الحلوى، ونفس الصباح الباكر ونفس الجلسة على الرصيف المقابل لتلك المصلحة الحكومية التي كم تمنت في نفسها ان تسير عجلة الزمن سريعة كالبرق حتى ترى أحد أولادها يعمل بها لأنها تؤمن بالمثل
( إن فاتك الميري)
وظيفة في اليد تحمي من غدر الزمن،
وسارت عجلة الزمن في عجلة كما تمنت وكأنها أمام مصباح علاءالدين وليتها تمنت أكثر من هذا……. ربما…..
وتزوج الأبناء وكبر الأحفاد وأخذتهم الدنيا كل منهم مشغول بحياته ولم تعد زيارتهم الروتينية لأمهم إلا في الأعياد والمواسم ولم يبق لها غير الحجرة تحت بئر السلم ورفيق العمر، صندوق الحلوى، ونفس الجلسة كل صباح امام المصلحة الحكومية، ثم راحت في إغفاءة خفيفة أفاقت منها على صوت مشتري يطلب منها علبة مناديل واخر باكو بسكويت، وأخذت النقود وقبلتها وقالت “نهارك ابيض يابيه ”
ووضعتها في كيس صغير داخل جيبها…
وقد ارتسمت على وجهها…
.. بسمة رضا..