فساد في عقر الأزهر بفاقوس.. مدير إدارة يعبث بمعهد العطار متحديًا الدولة وقيادتها
بقلم: عبدالله سليم

في خطوة صادمة ومثيرة للغضب، أقدمت إدارة الأزهر بفاقوس على إغلاق معهد العطار الديني، أحد أهم الصروح التعليمية التي حملت رسالة الأزهر الشريف لعقود، وخرّجت أجيالًا من حفظة القرآن وحملة الفكر الوسطي المعتدل.
الأزهرحصن الوسطية وحائط الصد ضد التطرف
الأزهر الشريف، بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، كان وما زال الدرع الواقي للأمة من فكر الإرهاب والتطرف، والمظلة التي تجمع أبناء مصر على منهج الاعتدال.
أمن الوطن واستقراره
لقد أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي في أكثر من مناسبة دعمه المطلق للأزهر الشريف، وحرصه على نشر علومه في الداخل والخارج، إدراكًا منه أن العلم الأزهري هو خط الدفاع الأول ضد الفكر المنحرف الذي يهدد أمن الوطن واستقراره.
رسالة الأزهر العريقة
لكن ما جرى في فاقوس هو انقلاب على التوجه الرئاسي، واعتداء صريح على رسالة الأزهر العريقة.
مدير إدارة يزرع الفساد والمحسوبية
المدير الحالي لإدارة الأزهر بفاقوس اشتهر بسياسته التعسفية؛ نقل مدرسات بلا وجه حق، وتعطيل ترقيات مستحقة، واحتكار المناصب والترقيات لأبناء دائرته الضيقة.
فساد مالي موثق
لم يكتفِ بذلك، بل أصدر قرارات بصرف حوافز مالية وهمية لموظفين من المقربين له تحت بند “العمل بعد المواعيد الرسمية”، رغم أنهم لم يعملوا فعلًا في هذه الساعات، مما كبّد الدولة خسائر تجاوزت 100 ألف جنيه.
الشبهات حول التستر على المخالفة
بحسب اللوائح، فإن صرف الحوافز على هذا البند يستوجب إبلاغ إدارة الأمن الداخلي للتأكد من صحة الأداء، وهو ما لم يفعله المدير عمدًا، في إهمال جسيم يثير الشبهات حول التستر على المخالفة.
إغلاق المعهد.. انتقام إداري
التحقيقات غير الرسمية تكشف أن المدير كان يسعى لفرض ناظر تابع له على معهد العطار، وحين رفضت الناظرة الحالية – وهي الأحق بالمنصب – لجأ إلى التضييق الممنهج حتى أغلق المعهد، ضاربًا بمستقبل الطلاب عرض الحائط.
تكدس الفصول التعليمية
في وقت تعاني فيه المعاهد الأزهرية من تكدس الفصول وضغط أعداد الطلاب، يصبح إغلاق أي معهد جريمة تعليمية في حق الأجيال. فبدلًا من التوسع في إنشاء فصول جديدة لتخفيف الزحام، يتم إغلاق المعاهد القائمة، مما يفاقم المشكلة ويؤثر سلبًا على جودة التعليم الأزهري.
معهد ابتدائي في موقع حيوي
الأمر لا يقف عند هذا الحد، فالمعهد ابتدائي ويقع في موقع حيوي يخدم عشرات الأسر في المنطقة. إغلاقه سيجبر الأطفال الصغار على قطع مسافات طويلة للوصول إلى معاهد بديلة، ما يعني إرهاقًا يوميًا للأطفال وأولياء الأمور، وزيادة الأعباء المادية والنفسية على الأسر، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
المعهد لا يؤثر على المسجد
أضف إلى ذلك أن المعهد بعيد كل البعد عن المسجد الملاصق له، وهو ما أكده التقرير الرسمي الصادر من إدارة الأوقاف التابعة للمسجد، والذي نفى وجود أي تأثير للمعهد على نشاط المسجد أو مواعيد الصلاة، لتسقط بذلك أي ذريعة دينية أو إنشائية لإغلاقه.
تاريخ من العقوبات
المدير سبق أن نال لفت نظر من النيابة الإدارية وخصم أربعة أيام من راتبه بسبب الإهمال الإداري، ومع ذلك لا يزال في موقعه، ما يفتح الباب لتساؤل خطير: من يحميه؟ ولصالح من يُغلق معهد يخدم الدعوة الوسطية؟
تحذير القرآن من المفسدين
قال الله تعالى:
﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا﴾ [الأعراف: 56]
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ [القصص: 77]
إن ما حدث ليس مجرد قرار إداري، بل هو إفساد ممنهج يستهدف رسالة الأزهر، ويخالف إرادة القيادة السياسية في دعم منارات العلم والدين.
المطالب
إعادة فتح معهد العطار فورًا.
محاسبة مدير الإدارة على الفساد المالي والإداري.
تعزيز الرقابة لحماية المؤسسات الأزهرية من العبث.