
بطولة*
حل اللص بدارنا ذات ليلة، ساعتها كنتُ تحت اللحاف بردان، فتذكرت حكايات الجدة عن بطولات الجد الذي هزم الأعداء، والعم الذي كان صيادًا للأسود، والأب الذي استشهد في الميدان..
كان علي أن أفعلَ شيئًا، فاشتطت غضبًا، لكنني انتظرتُ لحِكمةٍ حتى فرغ اللص من مهامه…فخرجت له أحملُ نشابةَ الفرن الخشبية سيفًا..وحمدت الله أنه رحل حتى لايرى فتحة لباسي المخروم من خلف.. لكنني شتمته ألف مرة ومرة .
فاصل
عنفني أبي بشدة يومًا عندما هدمتُ السور الفاصل بين حديقتنا وحديقة عمي، قال:” هذا السور يمنعُ المشاكلَ ويجنبُنا الآخر..”
تذكرت ساعتها موطن الجميزة العتيقة مكان الجد المفضل وقت الظهيرة، وكيف وقف السور في ذات المكان بشكله القميء.
تخفيف أحمال
وبعد أن أقنعَها بخيانة زوجها، وأنه ليس أهلٌ لها، ولا يستحقها، وأنه من سيحنو على أبنائها ويعوضهم حنان الأب المفقود، توجهت للقاضي تطلب خلعًا، روادها في شهور العدة فتمنعت، يوم دُخلتها طلبتْ منه أن يحملها بين ذراعيه، أحكم إغلاق الغرفة بمعصمه والترباس، تسرب الأبناء من تحت عقب الباب، خلعت كل ثيابها ومصاغها ووقعت شيكات على بياض، رهنت البيت للغرباء، وحينما تمددت على سريرها بجواره .. تحسست مكان الإخصاء!
بادرها أنه سيعمل على إصلاح العطل … وأن هذا فقط هو مجرد …..
جناس ناقص
اختلفت الأرض والشمس ذات مساء وأعلنت الثانية غضبها الشديد، وإنها لن تمنح الأرض ضياءها ولا حرارتها، أصدرت أمرًا لأشعتها بتغيير الاتجاه، هوَّنَ سيدُ الأرض من القرار وقال:
“كم حجبتها السحبُ وكم خسفها القمر!!!فدعها تأكل نفسها بنارها وسترجع نادمة يومًا، وإن القمر- وهو صديق قديم- حتمًا سيُعوض نقصَ النور وسَننعمُ بليالي شتاء جميل .. وابن النار وعدني بجذوة فقط إن حافظنا على مساحة الاختلاف، ولم نستسلم للضغوط أو نَلِن لأنات الثكالى المفقودين، وصراخ العرايا، ونظرات العجوز اللئيم، ووشاية الواشين!!!”
ومر الصيف ومن بعده الخريف وحل الشتاء.. ومن بعده ألف شتاء حزين، فقدنا من فقدنا.. وتباكينا سنين.. وتضرعنا لرب العالمين …
فلا عادت الشمس..وتبرأ ابن النار.. وسيد الأرض.. وفي كل عيد لاعتلاء العرش يلقي علينا خطاب التطمين……
تابعونا على صفحتنا الفيس بك